نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 175
المطلب الثالث في : 2 - [ الصلاة النورانية في القرآن ] وهي الصلاة التي أعدت للذاكرين والمسبحين كثيرا والذين يقبلون إلى الخير ويتعرضون لرحمته ، ويعمرون أرض القلب بذكره تعالى ، ويزرعونها بآثار الأعمال الصالحة وتكون سببا لتنوير قلوبهم كما في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما * تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما } [ الأحزاب : 43 ] . والصلاة ( هنا ) تعني الرعاية والعناية الخاصة بحال المؤمنين أي أن الملائكة يتوسلون إلى الله لمصلحة الإنسان المؤمن ، وهذه العناية بالنسبة لله تعني نزول الرحمة وبالنسبة للملائكة تعني الاستغفار وطلب الرحمة لهم لهم كما نقرأ في الآية التالية : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم } [ سورة غافر : 7 ] . وهنا سؤال يطرح نفسه : وهو كيف أسند ( يصلي ) إلى الملائكة مع أنهم فاعلو السبب ( أي سبب الصلاة وهو الدعاء وطلب الرحمة وقد مر بيان معنى قيامهم بالصلاة ) فقط ؟ وأجيب عليه أنهم لما جعلوا مستجابي الدعوة فكأنهم فاعلو الرحمة والرأفة ، والصلاة . وبمثل هذا وجهه الزمخشري في تفسيره على آية الصلوات قال : جعلوا لكونهم مستجابي الدعوة ، كأنهم فاعلون الرحمة والرأفة ، ونظيره قولهم : حياك الله : أي أحياك
175
نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 175