نام کتاب : التجلي الأعظم نویسنده : سيد فاخر موسوي جلد : 1 صفحه : 119
المطلب الثاني في أن : [ { سلموا } بمعنى الانقياد والتسليم ] وهذا المعنى هو بمقتضى ظاهر { سلموا } الذي بمعني التسليم للأوامر ، ويدل على أن الصلوات من تلك الأمور التي يجب التسليم بها ، والطاعة له في أدائها ولذا أضيفت الصلاة إلى الله تعالى وملائكته دون { سلموا } فلو كان بمعنى السلام لأضيف ، فهو بمعنى التسليم والانقياد ، ولا يصح ذلك من الله تعالى بخلاف { سلموا } بمعنى التحية والتسليم اللفظي . ومما يؤكده ورود الأحاديث في ذلك : ففي تفسير القمي في قوله تعالى : { وسلموا تسليما } ، يعني سلموا بالولاية . وبما جاء به . وفي معاني الأخبار عن أبي عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام قال : [ وأما قوله عز وجل { وسلموا تسليما } : يعني التسليم له فيما ورد عنه . . ] . وفي المحاسن عنه أيضا قال بعد ذكر الآية : [ الصلاة عليه والتسليم له في كل شئ جاء به . وفي الاحتجاج : قال الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى : { إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه } : لهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله : { صلوا عليه } والباطن قوله : { وسلموا تسليما } أي سلموا لمن وصاه ، واستخلفه عليكم وفضله ، وما عهد به إليه تسليما ، وهذا مما أخبرتك أنه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسه ، وصفى ذهنه ، وصح تمييزه [2] . وليس بين هذه الأخبار أي اختلاف بعد ملاحظة أن التسليم لله لا يصح إلا بالتسليم إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أن التسليم إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يتحقق إلا بالتسليم إلى خلفائه المعبر عنهم ب ( أولي الأمر ) في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } كما ويشهد بذلك قوله عز وجل : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم } .