responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 93


الذي يلي الخلق جهة تركيبها من الأخلاق . وللأخلاق أركان وأصول فلا بدّ من حسن جميعها حتى يحسن الخلق ولهذا جاء في الأدعية النبويّة : " اللَّهم حسّن خلقي " هذا طلب منه تعالى لحسن الوجه العملي التدبيري إذ بحسن الخلق يحسن العمل ويقع على أحسن التدبير كما أنّ قوله صلَّى الله عليه وآله المعروف : " اللَّهم أرني الأشياء كما هي " طلب منه تعالى لحسن الوجه العملي الشهودي ، إذ بمشاهدة الأشياء كما هي ، يحصل حسن العلم بها بدون حجاب موجب للاشتباه كما لا يخفى .
هذا بعض الكلام في أصول الأخلاق وتمييز الحسنة منها من الرذيلة ، وأما كيفية تحصيلها فهي موكولة إلى مظانّها ، إلا أنّا نذكر إشارة إليها وهي : أنه من فعل فعلا ، أو تكلم كلاما ، أو عمل عملا صالحا ، أو اقترف معصية فلا محالة يحصل منه أثر في النفس ، ويحدث فيها منه حال وكيفية نفسانية هي ضرب من الصور والنقوش ، وإذا تكرّرت الأفاعيل وتكثّرت الأقاويل استحكمت الآثار في النفس فصارت ملكات بعد ما كانت أحوالا ، ولولا هذا لم يعلم الإنسان الحرف والصنايع ، ولم ينجع التأديب والتهذيب في الإنسان وخصوصا في الأطفال ، فإن في تأديبهم وتمرينهم على الأعمال فائدة تامة في استحكام الكمالات والعلوم والأخلاق في نفوسهم .
وكيف كان فرسوخ الهيئات ، وتأكد الصفات الحاصلة من تكرّر الأعمال الحسنة أو السيّئة الذي يسمّى بالملكة مما لا خفاء فيه ، وقد ذكر علماء الأخلاق هذا الطريق مفصلا فمن أراد الاطلاع الأكثر فليراجعه ، فلا بد لمن أراد ذلك من الالتزام بالأعمال الموجبة لرسوخ الملكات الحميدة في النفس ، وزوال الصفات الرذيلة عنها ، والإطاعة للشيخ الكامل والأستاذ الحاذق في هذا الفن كما لا يخفى .

93

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست