responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 90


له من قوة باطنة حافظة وذاكرة ليميّز بهما أولا الملائم والمنافي فيحفظه في ذكره فيصرف في الغذاء في وقت احتياجه ، وإن لم يشهد حينئذ كونه ملائما أو متنافيا بل يتّكل على الحافظة والذاكرة كما هو ديدننا كما لا يخفى .
الأمر الثاني :
أنّ المتحصّل مما ذكر أنّ استكمال النفس متوقف على بقاء البدن مدة ، وبقاء البدن متوقّف على قوى ثلاث لأمور ثلاثة :
الأول : قوة العلم للتمييز بين المصلح والمفسد .
والثاني : قوة الغضب لدفع المفسدة .
والثالث : قوة الشهوة لجلب المنفعة .
هذا وقد علمت أنّ مباشرة النفس لهذه القوى الثلاث لاستكمالها من باب الضرورة ، وهي الكون في البدن وبقاؤها ببقاء البدن مدّة ، وليست هذه المباشرة هي الكمال المطلوب منها ، بل كمالها في التجرد عنها ، وإنما احتاج إليها ، لكونها موجودة في البدن لأجل الاستكمال ، فهي مرتبطة بالبدن في أيام بقائها في الدنيا .
ثم إنّ كمالها الحاصل لها في الدنيا وفي مدة بقائها في البدن إنما هو باتّصافها بالأمر المتوسط من هذه القوى الثلاث أعني العلم والغضب والشهوة فإنها وإن ابتلت في الدنيا وفي البدن بصحبة الأخسّاء من الأضداد ، إلا أن المبتلى بصحبة الأخساء من الأضداد وما دام اشتغاله بها وعدم الخلاص عنها ، إذا اتصف بالتوسط بين الأضداد - كما سيجيء بيانه قريبا - فهو حينئذ بمنزلة الخلوّ عنها ، وهذا كالماء الفاتر فإنّه بمنزلة الخالي عن الحرارة والبرودة اللتين هما طرفاه من الإفراط والتفريط .
وكيف كان فكمال النفس عند استقلالها بالقوي الثلاث ، واستعمالها إيّاها إنما هو توسّطها بين الإفراط والتفريط فيها أي في تلك القوى الثلاث .
ونتيجة هذا التوسط هو أن لا ينفعل عنها ولا يطاوعها في مآربها ، بل يستعملها على هيئة الاستعلاء عليها لا الانقهار منها ، وهذه النتيجة إنما تحصل بالتوسط فيها بالنحو المذكور وإليه يشير ما عن الغرر والدرر لآية الله الآمدي عن

90

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست