سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنّه الحق 41 : 53 [1] ومثله آيات أخر ، وتقدم أنّ هذا الطريق هو الأسهل على الأكثرين والأوسع على السالكين دون الأول فإنه غامض جدّا ، ولذا وقعت دعوة القرآن إليه أكثر ، وذلك في الآيات التي أمرت بالتدبر والتفكر في بدائع الفطرة والاعتبار والنظر في آيات الآفاق والأنفس ، وقد تقدم بيانه في الجملة . الثالث : ما هو دون المرتبتين وهو أن ينظر فيما يقبل الفساد والتغيير والحركة والزمان ، بحيث يكون موضوع نظرهم وعلمهم الأجسام الطبيعية والفلكية والعنصرية من هذه الحيثيّة المذكورة ، وعلمهم الحاصل من هذا النظر يسمى علما طبيعيا ، وهم الحكماء الطبيعيون الذين يصلون إلى معرفة الله تعالى ، والاعتقاد بوجود ذاته وصفاته وأفعاله من طريق الحركة وعوارضها ، وقد يقال : إنّ هذا الطريق هو طريق الخليل عليه السّلام على ما حكى الله عنه بقوله : فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربّي 6 : 76 [2] وتفصيله موكول إلى محله . القوّتان النظرية والعملية : في تكميل القوة النظرية ، وتعديل القوة العملية الموجبتين للتخلق بالأخلاق الإلهية وللقابلية لأن يشرق نور المعرفة في القلب ، فنقول : قال بعض الأعاظم ما ملخّصه في مقدمة وأمور . أما المقدمة وهي : أنّ للإنسان هويّة مجرّدة عن الأحياز والأمكنة ، وهي لطيفة ملكوتيّة ، وكلمة روحانيّة مضافة إلى الحق ، فائضة بأمره من غير وساطة المواد واستعدادها إلا بالعرض كما حقق في محله ، وهذه هي المشار إليها بقولنا : إنا وهي