responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 84


حيث كونه الموجود المفارق عن المادة ، ولو أحقّها في الوجود والتعقّل ، وذلك كالأنوار المفارقة التي هي غير مفتقرة إلى علة مقارنة ، لما ثبت في محله أنّها إنّما تتقوم ذاتها وماهيتها مما يتقوم به وجوده ، وذلك لما تقرر هناك أنّ ( لم هو ) و ( ما هو ) في البسائط المفارقة شيء واحد ، والمعرفة بها تسمى علما إلهيّا ، والعالمون به هم الحكماء الإلهيّون ، لأن غاية معرفتهم وحكمتهم هو الوصول إلى الحق الأول ، ومجاورته من الملكوت الأعلى والأنوار القاهرة والمفارقة .
والنتيجة المطلوبة من هذين الأمرين هي معرفة الباري تعالى إلا أنّ في الأول منهما حصلت المعرفة من غير توسط شيء من المخلوقات بل بذاته لذاته ، والثاني حصلت بتوسط معرفة العقول المفارقة بل وبتوسط معرفة النفس ، التي هي مرقات لمعرفة الرب كما تقدم آنفا ، فإن من عرف النفس بما هي هي عرفها بما هي في الحقيقة من العقول المفارقة ، وعلمت في السابق أنّ التعليم والتعلَّم يرجع إلى ظهور ما في حقيقة النفس الإنسانيّة والكليّة الإلهيّة ، التي من العقول المفارقة والعقل الفعال كما حقق في محلَّه .
ثم قد يقال - في تقريب هذا الطريق - بيان آخر وهو : أنه لما كانت تلك العقول المفارقة أفعاله تعالى ، ويلحق بها النفس الكلية والملائكة المدبّرة ، فلا محالة يكون أول نظرهم وأول معرفتهم بالأفعال أي بهذه العقول والنفوس والملائكة ، ثم يترقّون منه إلى صفات الله ، ثم إلى ذاته ، فا لله سبحانه ومعرفته غاية أفكارهم إلا أنه بتوسط تلك الأمور ، وهذا بخلاف الأولين فإنه تعالى كان فاعل أفكارهم ، فإنهم بعد ما نظروا في الحق بما هو نور ونور الوجود ، وعلموا الأشياء به تعالى ، فالفاعل لأفكارهم أي أفكارهم التي علموا بها غيره تعالى ، هو الله تعالى فإنهم علموا الأشياء به تعالى كما لا يخفى .
وكيف كان فالذي يشير إلى حال هؤلاء أي الطبقة الثانية قوله تعالى :

84

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست