responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 80


ثم إنّ المؤمن وإن كان لا يخلو من محبّة ما في الجملة كما أنّ عبادته لا تخلو من معرفة مّا في الجملة ، وإلا لم يكن مؤمنا عابدا له تعالى ، ولكن نيل تلك السعادة الأبديّة لا يكون إلا بشدة الحبّ والشوق إليه تعالى كما لا يخفى . ولا تحصل هذه المحبّة الشديدة إلا بأمرين :
الأول : قطع العلائق وإخراج حبّ الدنيا وما فيها من القلب كما في أخبار داود عليه السّلام في حديث طويل : ولا ينال هذا إلا من رفض الدنيا ، ولم يشتغل قلبه بشيء منها .
وفي سفينة البحار نقلا عن الكافي : سئل علي بن الحسين عليهما السلام : أيّ الأعمال أفضل عند الله ؟ قال : ما من عمل بعد معرفة الله ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا ( ذكره في مادة دنا ) .
وكيف كان فبقدر ما يشغل القلب بغير الله ينقص منه حبّ الله ، ويفرغ إناء قلبه من ذكره الله بقدر اشتغاله بغيره ، لأن قلب كلّ أحد واحد قال تعالى : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه 33 : 4 [1] ومعلوم أنّ الكفر عبارة عن امتلاء القلب بمحبّة الباطل ، وكلّ ما سوى الله باطل دون وجهه الكريم قال تعالى : قل الله ثم ذرهم 6 : 91 [2] وقد روي عنه صلَّى الله عليه وآله : أحسن كلمة قالتها العرب كلمة لبيد :
< شعر > ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وكلّ نعيم لا محالة زائل < / شعر > والحبّ التام هو الحبّ لله والمحبة لله عند من امتلأ قلبه من محبة الله تعالى قال عليه السّلام : " اللَّهمّ املأ قلبي حبّا لك " .
ثم إنّ الخلوص لا يكاد يكون لقلب العبد ، إلا إذ اشتدّ حبّه فإنّه ( أي شدّة الحب ) يحرق ما سواه تعالى في القلب ، ومعنى الإخلاص هو أن يخلص قلبه لله ، فهذا القلب يتمكَّن من أن يعبد الله تعالى مخلصا وخالصا لا غيره ، ولعله إليه يشير



[1] الأحزاب : 4 . .
[2] الأنعام : 91 . .

80

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست