responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 77


وتعرف نفسك به ، ولا تعرف نفسك بنفسك من نفسك ، وتعلم أنّ ما فيه له وبه كما قالوا ليوسف : إنّك لأنت يوسف قال : أنا يوسف وهذا أخي 12 : 90 فعرفوه به ولم يعرفوه بغيره ، ولا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب " الخبر - وحاصل الرواية وهي من غرر الروايات أنّه عليه السّلام مثّل معرفته تعالى با لله بمعرفة أخوة يوسف بيوسف حيث إنّه لمّا نظروا إليه فعرفوه به لا بغيره .
والعارف الحقيقي هو الذي ينظر إليه تعالى من علائمه اليقينيّة . فإنّ له تعالى علائم أشير إليها بقوله عليه السّلام وتعلم علمه بفتح اللام - بمعنى العلامة ، أي تعلم علائمه تعالى وهي المظاهر اليقينيّة ، من كونه تعالى حيّا بحياة حقيقيّة أزليّة وأبديّة . وكونه تعالى خالق كلّ شيء ومالكه ، وأنّ كلّ شيء موجود به فالنظر في هذه الصفات الإلهيّة التي ليست لسواه ، يعطي الناظر معرفة بموصوفها وهو الذات المقدسة الظاهرة في هذه الصفات الربوبيّة فقوله عليه السّلام تعرفه أي بالواحدانيّة وهذا معرفة عقليّة . ثمّ أردفه بقوله وتعلم علمه . أي تعلم علما حضوريّا بعلائمه وجدانيّا .
فإذا علمت أنّه الخالق لكلّ شيء ، وأنّ كلّ شيء موجود به فقد عرفت نفسك به ، وحينئذ لا تعرف نفسك بنفسك من نفسك بل تعرفها به تعالى ، وتعلم أنّ ما في نفسك من الوجود والآثار فإنّما هي له تعالى وبه تعالى فقوله كما قالوا ليوسف أي إنّ أخوة يوسف نظروا إلى يوسف فعرفوه به لا بغيره ، ولا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب بل عرفوه بالنظر إليه فبه عرفوه . وكذلك العارف ينظر إلى علائم الله تعالى وتجلياته بالقلب فيعرفه به تعالى لا بغيره وهذه معرفة حقيقية .
والحاصل : أنّ طريق معرفة النفس هي الموصلة إلى هذه الغاية ، وهي أقرب الطرق ، وذلك بالانقطاع عن غير الله ، والتوجه إلى الله سبحانه بالاشتغال بمعرفة النفس .
توضيحه : انّ المتحصّل من الخبر عن موسى بن جعفر عليه السّلام من قوله عليه السّلام : " ليس بينه وبين خلقه حجاب إلا خلقة ، فقد احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير

77

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست