responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 75


عن النفس من صنايع الله تعالى ، وآياته في السماء والأرض ، ليورث ذلك يقينا با لله وأسمائه وأفعاله لأنها آثار وأدلَّة ، والعلم بالدليل يوجب العلم بالمدلول بالضّرورة ، هذا ولكن الظاهر بل الحق أنّ السير الآفاقي وحده لا يوجب معرفة حقيقة ولا عبادة حقيقة ، لأن إيجاب الموجودات الآفاقيّة للمعرفة إنما هو بكونها آثارا وآيات .
وهذه كما ترى لا توجب إلا علما حصوليّا بوجود الصانع تعالى وصفاته ، وهذا العلم ينحل إلى قضيّة ذات موضوع ومحمول واقع عليها ، والقضيّة إنما هي من المفاهيم الحاصلة في النفس والتي يتعلق بها التصديق في الذهن ، وهذا قصارى ما يحصل من العلم بوجوده تعالى من التفكر في الآيات الآفاقيّة ، مع أنّه قد ثبت في محلَّه أنّ الحقّ سبحانه وتعالى قد قام البرهان من نحو قوله عليه السّلام : بل هو شيء بحقيقة الشيئية ، وقوله عليه السّلام : هو شيء مثبت موجود ، على أنّه سبحانه وجود محض لا مهيّة له ، فيستحيل دخوله في الذهن لاستلزام ذلك مهيّة خالية في نفسها عن الوجودين ، موجودة تارة بوجود خارجي وأخرى بوجود ذهني وهي مفقودة هاهنا ، فكلّ ما وصفه الذهن وتصوّره واجبا ، وحكم عليه بمحمولاته من الأسماء والصفات فهو غيره سبحانه البتة ، وإلى ذلك يشير ما في توحيد الصدوق مسندا عن عبد الأعلى عن الصادق عليه السّلام في حديث : " ومن زعم أنّه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك ، لأن الحجاب والصورة والمثال غيره وإنّما هو واحد موحّد ، فكيف يوحّد من زعم أنه عرفه بغيره ، إنما عرف الله من عرفه با لله فمن لم يعرفه به فليس يعرفه إنما يعرف غيره ، ليس بين الخالق والمخلوق شيء ، والله خالق الأشياء لا من شيء ، يسمى بأسمائه ، فهو غير أسمائه والأسماء غيره والموصوف غير الوصف . فمن زعم أنّه يؤمن بما لا يعرف فهو ضالّ عن المعرفة ، لا يدرك مخلوق شيئا إلا با لله ، ولا تدرك معرفة الله إلا با لله ، والله خلَّو من خلقه ، وخلقه خلوّ منه " الحديث ( التوحيد ص 143 ) .
وقوله عليه السّلام : " واحد موحّد " يراد منه أنّه تعالى واحد محض لا كثرة فيه ، ولا

75

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست