responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 72


أهل الآخرة ، وهم الصلحاء وأهل الاعتقادات التقليديّة الظنيّة الخياليّة أي أهل الحقّ الثابت لهم بالحجة دون الشهود كما تقدمت الإشارة إليه .
أهل الله وهم العرفاء با لله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر بالنحو الشهودي ، ولكلّ هذه المراتب أحوال وأحكام قد ذكرت في محلَّها كما لا يخفى .
فالإنسان الكامل وأهل الله هو القابل لأن يتجلَّى الحق في مرآة قلبه بعلم مستأنف منه تعالى ، وهذا لا يكون لغير الإنسان الكامل قال تعالى : سنُريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكفِ بربّك أنّه على كلِ شيءٍ شهيد 41 : 53 [1] وقال تعالى : وفي أنفسكم أفلا تُبصرون 51 : 21 [2] فإنّ الإنسان الكامل إنما يصير قابلا ولائقا لقرب الحق بواسطة معرفته وشهوده القلبي له تعالى ، لا لجهات أخرى تكون فيه فما للتراب وربّ الأرباب .
فصل : في معرفة النفس ، وأنها أساس الإيمان والتوحيد .
اعلم أنّ المتحصّل من البراهين القطعيّة أنّ أقرب الطرق إلى معرفته تعالى هو طريق معرفة النفس ، ومجمله هو الإعراض عن غير الله تعالى ، والتوجه التام إليه تعالى ، وتفصيله أنّه دلَّت آيات قرآنيّة على كون معرفة النفس هي الطريق إلى معرفته تعالى فمنها قوله تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحق 41 : 53 ومنها قوله تعالى : ولا تكونوا كالَّذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون 59 : 19 [3] .
وهذه الآية كعكس النقيض لقوله صلَّى الله عليه وآله في الحديث المشهور بين الفريقين " من عرف نفسه عرف ربّه " فإن قوله نسوا الله فأنساهم أنفسهم 59 : 19 نقيضه بحسب المعنى ذكروا الله فذكرهم أنفسهم فإن الذكر نقيض النسيان ، ثم إنّ عكس هذا النقيض هو



[1] فصلت : 53 . .
[2] الذاريات : 21 . .
[3] الحشر : 19 . .

72

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست