كانت أكثر كانت أفضل . وبعبارة أخرى : إنّ الحكمة الكليّة غير الحكمة العمليّة بالعقل العملي فإن الثانية يكون حسنها في التوسط دون الأطراف ، وهذا بخلاف الأولى فإنها كلَّما كانت أكثر كانت أفضل وتوضيحه أكثر مما ذكر مذكور في محلَّه . وهذه القوة أي العقل العملي مطيعة للأولى أي النظري مستمدّة منها في كثير من الأمور ، ويكون الرأي الكلَّي عند النظري ، والرأي الجزئي عند العملي المعدّ نحو المعلول . فصل : قد تقدم أنّ للإنسان صورة من عالم الشهادة المحسوسة ، وروحا من عالم الغيب الملكوتي ، وسرّا مستعدا لقبول فيض النور الإلهي ، فبالتربية يترقّى من عالم الشهادة إلى عالم الغيب وهو الملكوت ، وبسرّ المتابعة وخصوصيّاتها يترقى من عالم الملكوت إلى عالم الجبروت والعظموت وهو غيب الغيوب ، قال عليه السّلام فتصل إلى معدن العظمة . والسرّ في ذلك أنّ الإنسان الكامل لما كان غاية سلسلة الأكوان وخليفة الله ، لكونه أبدع ما في عالم الإمكان ، فيكون علمه لمعة من نور علم الله كما أنّ وجوده مرآة لشمس وجود الله ففي قوله تعالى : إنّي أعلم غيب السماوات 2 : 33 بعد قوله تعالى : فلمّا أنبأهم بأسمائهم 2 : 33 إيماء لطيف بأن آدم من شأنه أن يعلم غيب السماوات والأرض ، ومن شأنه أن يقول : " إنّي أعلم ذلك " لإعطاء نشأته علم ذلك ، وإلى هذه الحقيقة الإنسانية يشير قوله تعالى : وأعلم ما تُبدون وما كنتم تكتُمون 2 : 33 [1] فإنه لعلَّه إشارة إلى أنّ حقيقة الإنسان صورة علم الله وهو كتاب جامع ونسخة مجموعة لظاهر الملك وباطن الملكوت . والملائكة المدبّرة أي أرواح العالم ومكنوناته ، وظواهرهم أي الإنسان أجرام