responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 64


اليقين كيف لا يكون كذلك وقد قال الله تعالى في حقّ نبيّه صلَّى الله عليه وآله : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني 12 : 108 [1] ؟ فأخبر الله تعالى أن دعوته صلَّى الله عليه وآله تكون على بصيرة ويقين ، وقال أيضا : قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين 5 : 15 [2] - فعبّر عن القرآن الموحى إليه صلَّى الله عليه وآله بالنور ، وقال تعالى في حقّه صلَّى الله عليه وآله : لقد رأى من آيات ربّه الكبرى 53 : 18 [3] فأخبر أنّه صلَّى الله عليه وآله رأى من الآيات رؤية قلبيّة تساوق عين اليقين .
هذا وقد ثبت في العلوم الإلهيّة أنّ القلب الساذج غير المنطبع بالرين والمادة ، لو تخلَّى عن احتجابه بالبدن وقواه ، ولم يتعلق بالدنيا ، ولم يخلد إليها لاتّصل بالمبادئ العالية والملائكة المقرّبين ، وتكون علومه عن يقين لظفره بالمبادئ والأسباب ، بسبب اتصال نفسه القدسيّة بالملائكة من نحو جبرئيل عليه السّلام أو اتصاله بروح القدس الذي ورد أنه خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل عليهما السلام كما ورد في حقّ نبيّنا صلَّى الله عليه وآله ، أو اتصاله با لله تعالى بدون واسطة أحد ، كما كان هذا لخصوص نبيّنا صلَّى الله عليه وآله وستأتي الأحاديث الواردة في هذا الباب ، وبيان هذه الخصيصة له صلَّى الله عليه وآله في طي الشرح .
وكيف كان فعلوم الأنبياء خصوصا نبيّنا صلَّى الله عليه وآله تكون بنحو اليقين ، ولولا ذلك لما كان لمتابعته وجه ، لحصول الظن والتقليد بغيره أيضا ، ولما حصل اليقين بل ولا الاطمينان بصدق قوله كما لا يخفى .
فصل : في بيان شرح الإنسان بما هو إنسان ، وبيان كيفية صيرورته إنسانا كاملا وهي في ضمن أمور .
الأول :
اعلم أنّ الموجود إما فوق التمام ، وهو الذي يفضل عن وجوده وجود غيره ، ويفيض على غيره لفرط كماله ، ويكون في جميع شؤونه فوق التام ، أي لا



[1] يوسف : 108 . .
[2] المائدة : 15 . .
[3] النجم : 18 . .

64

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست