responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 62


لِيذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيثَ من الطَّيب 3 : 179 [1] . وكيف كان فالمؤمن الحقيقي من تتميّز خبثيّته الجسمانية الشيطانية عن طينته الروحانية الملكية ، فيزيل الخباثة الظاهريّة والباطنيّة عن ظاهره وباطنه كما قال تعالى : وذروا ظاهر الإثم وباطنه 6 : 120 [2] ويتجلَّى بالطينة الروحانيّة الملكيّة فينور بنور المعرفة . ثم إنه سيجيء في الشرح الأحاديث المفسّرة لسلامة القلب فانتظر .
فصل :
قد علمت من مطاوي ما تقدم أن الوصول إلى معرفته تعالى ، وإلى سائر المعارف ، وإلى السعادة الأبدية منوطة بأمرين .
أحدهما : الاطلاع على الحقائق والمعقولات بالعلوم الكليّة الإلهيّة .
وثانيهما : الاتصاف بالصفات المحسّنات ، والتنزّه عن القيود والمضائق السفليّات بالآراء العلميّة .
ومن المعلوم أنّ الإنسان بطبعه الأولى المشار إليه بقوله تعالى : وخُلق الإنسان ضعيفا 4 : 28 [3] يكون ضعيفا بنفسه ، وخاليا عن هذه الأمور ، وجاهلا بها كما صرّح به أيضا قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئا 16 : 78 [4] فلا يمكنه العلم بها لضعفه وجهله ، فلا محالة من أن تفاض تلك الأمور عليه من الله تعالى بتوسط الملائكة والرسل .
وبعبارة أخرى : أنه ليس كلّ واحد من الناس ممن تيسّر له التفطن بالكمالات والاتصال بعالم العلويّات والملكوت إلا بتأييد منه تعالى ، وبالروح القدس المتصل بالفيض العلوي ، وبحيث يعلم الأشياء بإلهام غيبي ومدد سماوي .
وهذا الإنسان الكذائي هو النبيّ أو الولي ، وما يقبله بحسب صفاء باطنه ،



[1] آل عمران : 179 . .
[2] الأنعام : 120 . .
[3] النساء : 28 . .
[4] النحل : 78 . .

62

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست