الإلهيّة ؟ ثم إنه لا بد للسالك إليه تعالى من المعرفة بهذه المعارف الثلاث : معرفة الذات والصفات والأفعال ، فالعلم بها فريضة لطالب المعرفة الإلهية عن طريقها الصحيح ، لئلا يقع في الانحراف فيصدّه عن الوصول والمقصد . ثم إنه لا بدّ للعارف السالك أيضا من معرفة الإيمان بالملائكة والكتب الإلهية والنبي والولي الوصي ، ليزداد بصيرة في سلوكه وقوة بهم وبالتالي فيه ولا ينحرف . ومعرفة هؤلاء مذكورة في محلَّه . ثمّ إنه قد حقّق في محله وسيجئ في طيّ الشرح أنّ ألذّ اللَّذّات اللَّذّة الحاصلة من معرفته تعالى ، كيف لا والعارف ينظر إلى جماله الكريم الذي هو أجمل من كلّ جميل فصل : قد علمت في مباحث الولاية أن الولاية بمعنى القرب وهي على أقسام . أخصّها الولاية الخاصة وهي الحقيقة المحمدية صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وهي بمكان من القرب بحيث لا أقرب منه إليه تعالى وهي المسمات بالعقل الأوّل ، والقلم الأعلى ، والعقل القرآني في مقام وجودها الصوري التجردي هذا بلحاظ القرب إليه تعالى . وأمّا بالنسبة إلى النهاية في عالم الخلق والنزول إلى عالم البشرية فهو المسمّى بمحمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وخاتم الأنبياء عند ظهورها البشري الجسماني ، وفي المحكيّ عن المناقب لابن شهرآشوب أنه قال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : " كنت نبيّا وآدم بين الماء والطَّين " وقال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم : " أنا سيد ولد آدم ، وصاحب اللواء ، وفاتح باب الشفاعة يوم القيامة " وهذه الحقيقة بجميع مراتبها الظاهرية والباطنية تكون في مقام الحضور والوصل والمشاهدة ، الذي هو بغية كلّ نبيّ وولي . ثم أقرب الأولياء إليه سلفا وخلفا بحسب التابعيّة الحقيقية المطلقة هو الحقيقة العلوية المسمى في البداية بالنفس الكليّة الأوّليّة ، واللوح المحفوظ لما أفاده وكتبه القلم الأعلى . وأمّ الكتاب الحافظ للمعاني التفصيليّة الفائضة عليه بتوسط الروح الأعظم