تعالى ، وبالروح القدسي ، والروح الأعظم ، والنور الإلهي . فنسختهم البشرية المنتخبة من الإنسان الكبير بالمعنى المتقدم غير النسخة المنتخبة لسائر الكمّلين فإن غيرهم محجوبون عن الإنسان الكبير وحقيقته ، وهذا بخلافهم عليهم السّلام نعم للأنبياء أيضا نصيب مما لهم عليهم السّلام بحسب درجاتهم في الولاية الإلهيّة كما لا يخفى . فصل : في بيان أنّ صاحب الولاية الإلهيّة مظهر لشئونه تعالى بسبب الولاية الإلهيّة وهو النبيّ الأعظم صلَّى الله عليه وآله والأئمة عليهم السّلام فاعلم : أن لصاحب الولاية الإلهيّة شئونا كثيرة وهو مظهرها ، وتلك الشؤون شؤون الولاية الإلهيّة وهي كثيرة قد ذكرت في الأخبار ، وحيث إن الزيارة الجامعة الكبيرة الآتي شرحها جامعة لبيانها ، فنحن نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لشرحها ، وشرح تلك الشؤون بمحمد وآله الطاهرين عليهم السّلام . ثم اعلم أنّ الولاية الإلهية ثابتة للنبيّ الأعظم وللأئمة عليه وعليهم السّلام بالنحو الأتم الأكمل ، وأما لغيرهم من الأنبياء والأوصياء فلكلّ بحسب درجته ومقامه قال تعالى : تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض 2 : 253 . وأما غير الأنبياء والأوصياء من سائر البشر فلهم الترقي إلى مقام الولاية الإلهيّة كلّ بحسب ما يسّر الله تعالى له ، وبحسب سيره وعبوديّته . بيان ذلك : أنّ للإنسان الكلي صورة من عالم الشهادة المحسوسة ، وروحا من عالم الغيب الملكوتي ، وسرّا مستعدا لقبول فيض النور الإلهي بلا واسطة ، كما في النبي الأعظم والأئمة عليهم السّلام أو مع الواسطة كما في ساير الأنبياء وساير الكمّلين ، فإنهم يصلون إلى ذلك النور بواسطتهم عليهم السّلام كما سيأتي بيانه في الشرح . وكيف كان فبالتربية يترقى الإنسان من عالم الشهادة إلى عالم الغيب وهو