responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 50


بصورتيه الظاهرية والباطنيّة ، والإنسان البشري نسخة منتخبة من الإنسان الكبير الإلهي ونسبته إليه نسبة الولد الصغير من الوالد الكبير ، وهذا الإنسان الكبير بصورتيه هو الحقيقة المحمدية ، ومظاهرها العلوية وسائر الأئمة عليهم السّلام وهم بوجودهم الحقيقيّة المحمدية هو الإنسان الكبير بوجودهم البشرية نسخة منتخبة من حقيقتهم المحمدية ، والأفراد الكملين من البشر أولادهم المعنوية ولذا قال صلَّى الله عليه وآله : " أنا وعلي أبوا هذه الأمّة ، " ثمّ إنّ لهذه النسخة المنتخبة أعني الإنسان البشري له أيضا حقيقة باطنية وصورة ظاهرية ، أما حقيقته الباطنية فالروح الجزئي المنفوخ فيه من الروح الأعظم ، والعقل الجزئي ، والنفس والطبيعة الجزئيّتان ، وأما صورته الظاهرة فنسخة منتخبة من صورة العالم ، فيها من كلّ جزء من أجزاء العالم لطيفها وكثيفها قسط ونصيب فسبحانه من صانع جمع الكلّ في واحد كما قيل :
< شعر > ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد < / شعر > وصورة كلّ شخص إنساني نتيجة صورة آدم وحوّاء عليهما السّلام ، ومعناه نتيجة الروح الأعظم والنفس الكلَّية اللذين هما أيضا آدم كلي وحواء كليّة ، ومن هذا يصح أن يقال لبعض من كمّل أولادهما حقيقة .
< شعر > وإني وإن كنت ابن آدم صورة فلي فيه معنى شاهد بأبوتي < / شعر > أقول : هذا بحسب النوع من أفراد البشر الكمّلين ، وأما النبيّ الأعظم والأئمة عليهم السّلام . فهم في عين كونهم بوجودهم البشري نسخة منتخبة من الإنسان الكبير إلا أنهم لمقام كونهم عند الربّ ، وأنهم مظاهره تعالى ، وأنّهم حقائق أسمائه الحسني تبارك وتعالى ، فهم في عين ظهورهم في النسخة المنتخبة لم يحتجبوا من الحقيقة الكلية المسماة بالحقيقة المحمدية والإنسان الكبير .
فهم بشراشر وجوداتهم الظاهرة والباطنة ، متصرّفون في العوالم كلَّها بقدرته

50

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست