responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 52


الملكوت ، وبسرّ المتابعة وخصوصياتها لصاحب الحقيقة المحمدية صلَّى الله عليه وآله يترقى من عالم الملكوت إلى عالم الجبروت والعظموت ، وهو غيب الغيوب المشار إليه في قوله عليه السّلام : " وتصل إلى معدن العظمة " كما في دعاء الشعبانيّة ، فيشاهد بنور الله المستفاد من سرّ المتابعة أنوار الجمال والجلال ، فيكون في خلافة الله الحقّ عالم الغيب والشهادة بحسب مرتبة ظهور سرّ المتابعة ، وكيف كان فكما أنّ الله تعالى عالم الغيب والشهادة فلا يظهر على غيبه أحدا - أي الغيب المخصوص وهو غيب الغيوب - أحدا - يعني من الملائكة . إلا من ارتضى من رسول يعني من النبي الأعظم والأئمة عليهم السّلام ، أو من الإنسان المتابع لهم في جميع العوالم إلى أن يصل إلى ذلك النور ، فهو أيضا يظهر على غيبه بقدر سرّ المتابعة ، ولوجود هذا الاستعداد والسرّ الإلهي المكنون في الإنسان استحق الخلافة الإلهيّة ، وهذا السرّ هو السرّ المكنون الذي علمه الله تعالى فيه ولم يعلمه في الملائكة كما قال تعالى : إنّي أعلم ما لا تعلمون 2 : 30 إذ الملائكة ليس لهم الترقي إلى تلك الحضرة أي حضرة النور الإلهي الغيبي ، بل لكلّ منهم مقام معلوم لا يتعداه كما قال تعالى : وما منّا إلا له مقام معلوم 37 : 164 .
فنقول : ينبغي لنا أن نعلم أنّ استعدادا فينا لأمر عظيم ، وفينا شأن عظيم جسيم منه تعالى ليس للملائكة به علم ، وهو سرّ الخلافة الكائن في الإنسان ، فينبغي أن لا نتغافل عن هذه السعادة ، ولا نتقاعد عن هذه السيادة ، بل نسعى في طلبها حقّ السعاية بالمتابعة لحقائق أنوار الولاية المحمدية وآله الطاهرين بقدم العبودية لله تعالى والإطاعة والتسليم لهم صلوات الله عليهم ، ونشكره تعالى حيث قبلنا بفضله وكرمه ، وحسن عنايته في حقّنا بأن جعلنا قابلا للوصول إلى جنابه ، وللتخلَّع بخلع الخلافة الإلهيّة بحسب لطفه وعنايته رزقنا الله ذلك بمحمد وآله الطاهرين .

52

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست