responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 49


وتسخير الأشياء ، وإمضاء الأمور ، وتدبير الممالك ، وإمداد الدهور ، وحفظ مراتب الوجود ، ورفع مناصب الشهود ، وكان مباشرة هذا الأمر من الذات القديمة بغير واسطة بعيدا جدّا ، لبعد المناسبة بين عزّة القدم وذلَّة الحدوث ، كما دلَّت عليه أحاديث سيأتي ذكرها .
حكم الحكيم سبحانه بتخليف نائب ينوب عنه في التعرّف والولاية والحفظ والرعاية ، وله أي للنائب وجه إلى القدم يستمدّ به من الحقّ سبحانه ، ووجه إلى الحدوث يمدّ به الخلق .
فجعل سبحانه ذلك النائب على صورة خليفة يخلف عنه في التصرف ، وخلع عليه جميع أسمائه وصفاته ، ومكَّنه في مسند الخلافة بإلقاء مقادير الأمور إليه ، وإحالة حكم الجمهور عليه ، وتنفيذ تصرّفاته في خزائن ملكه وملكوته ، وتسخير الخلائق لحكمه وجبروته ، وسمّاه إنسانا لإمكان وقوع الأنس بينه وبين الخلق برابطة الجنسيّة وواسطة الأنسيّة ، وجعل له بحكم اسمه - الظاهر والباطن - حقيقة باطنة وصورة ظاهرة ، ليتمكن بهما من التصرف في الملك والملكوت فحقيقته الباطنة هي الروح الأعظم ، وهو الأمر الذي يستحق به الإنسان الخلافة ، والنفس الكلية وزيره وترجمانه ، والطبيعة الكلية عامله ورئيسه ، وجعل العملة له من القوى الطبيعية ، وكذلك إلى آخر الروحانيات جنوده وخدمه . وأما صورته الظاهرة :
فصورة العالم من العرش إلى الفرش ، وما بينهما من البسائط والمركبات ، فهذا هو الإنسان الكبير الذي يشير إليه قول المحققين : إن العالم إنسان كبير . هذا بلحاظ كونه خليفة الله في السماء والأرض والظهور كلَّه . وأما قولهم - الإنسان عالم كبير - أرادوا به أنواع البشر وهو خليفة الله في أرضه بالقوّة للكلّ وبالفعل للكمّلين .
وكيف كان فخليفة الله في الأرض والسّماء هو الإنسان الكبير ، المشار إليه

49

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست