responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 497


من الحلم ، ولكلّ من هذه الصفات المنشعبة من الحلم مراتب كمّا وكيفا ، ومظاهر في الأشخاص على اختلافهم .
قوله صلَّى الله عليه وآله : ومن الحلم العلم ، يشير إلى ما قلنا من أن الحلم بمعنى التؤده يثمر العلم بالأصلح ، وهو المشار إليه بقوله صلَّى الله عليه وآله : ومن العلم الرشد ، أي الأصلح في الأجر ، قوله : والعفو والمهل أما الأول : فهو الحلم لكرم النفس الموجب للعفو .
وأما الثاني : فهو الحلم الحاصل للعمل بعدم الفوت المنتج للمهل كما تقدم .
أقول : قوله عليه السّلام : ومنتهى الحلم ، يشير إلى أنهم عليهم السّلام قد بلغوا الغاية في الحلم ، بحيث ليس ما وراء حلمهم ذكر للحلم ، حيث إنهم عليهم السّلام قاموا في الخلق بجميع مراتب هذه الخصال على أعلى حدود الممكن منها ، فهم منتهى الحلم .
والوجه فيه أنه قد علمت من قوله صلَّى الله عليه وآله : إن الحلم وما تشعب منه من الصفات ، إنما هو من آثار العقل ، وسيجئ في شرح قوله : " وأولي النهى " أنهم عليهم السّلام ذو العقل الكامل ، فلا محالة يتكوّن منه الحلم وما له من الشعب .
وفي الحديث : " إنه تعالى لم يكمله ( أي العقل ) إلا فيمن يحبه " ولا ريب من أن النبيّ والأئمة وفاطمة الزهراء ( صلوات الله عليهم أجمعين ) أهل محبته بكمال المحبة ، كما سيجيء بيانه في قوله عليه السّلام : والتامين في محبة الله ، فهم أصل العقل الكامل ، فالحلم له أصل في الباطن ، وفرع في الظاهر ، وهم عليهم السّلام منتهى طرفيه .
ثم إنه يعجبني ذكر بعض الأحاديث في بيان حلمهم عليهم السّلام وفي بيان فضيلة الحلم فنقول :
أما الأول :
ففي الكافي [1] بإسناده عن معتب قال : كان أبو الحسن موسى عليه السّلام في حائط له يصرم ، فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر ، فرمى بها وراء الحائط ، فأتيته فأخذته وذهبت به إليه ، فقلت له : جعلت فداك ، إني وجدت هذا وهذه



[1] الكافي ج 2 ص 108 . .

497

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 497
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست