responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 496


بمعنى العقل بقرينة قوله عليه السّلام فيما بعد : وأولي النهى ، وسيجئ بيانه أنه بمعنى العقل ، وهذه الصفة من صفاته تعالى وهو فيه تعالى بمعنى المهلة .
وفي التوحيد : الحليم معناه أنه حليم عمّن عصاه ، لا يعجل عليهم بالعقوبة وكيف كان ، فهو يكون في الإنسان بمعنى عدم المسارعة إلى المعاقبة ، وضبط النفس عنها مع القدرة للعلم بالعواقب ، فيؤخر العقوبة إما لكرم النفس فينتج العفو والتجاوز والمسامحة ، قال الله تعالى : والعافين عن الناس والله يُحب المحسنين 3 : 134 فجعلهم الله أهل محبّته ، وإما للعلم بعدم الفوت وذلك هو الأناة وعدم الاستعجال .
وإليه يشير قوله عليه السّلام في الدعاء : " وإنما يعجل من يخاف الفوت " وأيضا هو حينئذ التؤدة بمعنى التأني ، والتثبت في الأمور ، بترك المبادرة والاستعجال بدون الروية ، فثمرة هذا هو العلم بالأصلح كما لا يخفى .
وقد يكون الحلم لأجل أن يكون سببا لنيل الانتقام بنحو أبلغ ، وإليه يشير قوله تعالى : قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون 45 : 14 [1] فأمر الله نبيّه أن يأمر المؤمنين بعدم الانتقام من المجرمين ، ليكون الله تعالى هو المنتقم لهم منهم ، والله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا .
وهذا يكون خاص للمؤمنين العالمين بأنّ الله هو المنتقم لهم من الأعداء .
هذا وفي تحف العقول فيما أجاب النبي صلَّى الله عليه وآله لشمعون بن لاوي بن يهودا من حواري عيسى عليه السّلام حين سأله عن العقل ، إلى أن قال صلَّى الله عليه وآله : فتشعب من العقل الحلم ، ومن الحلم العلم ، ومن العلم الرشد ، إلى أن قال صلَّى الله عليه وآله : فأما الحلم فمنه ركوب الجميل وصحبة الأبرار ، ورفع من الضعة ، ورفع من الخساسة ، وتشهّي الخير ، ويقرّب صاحبه من معالي الدرجات ، والعفو والمهل والمعروف والصمت ، فهذا ما تشعب للعاقل بحلمه ، الحديث بطوله .
أقول : الحلم من شعب العقل ، وما بعده من الخصال ، التي ذكرها صلَّى الله عليه وآله تشعبت



[1] الجاثية : 14 . .

496

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست