الخزائن هو تمثال جميع ما خلق الله من البرّ والبحر في العرش ، وحينئذ كونهم عالمين بما دون العرش إلى ما تحت الثرى بروح القدس يكون على ثلاثة أقسام : الأوّل : أنّهم عليهم السّلام مفاتحه ، حيث علمت أنّ جميع ما دلَّت عليه الآية يكون في إمام مبين فحينئذ عالمون به ، أي : هم مفاتح الاستفاضة وبهم يفيض الله العلم . الثاني : أنّهم عليهم السّلام ولاة ذلك العلم والمقدّرون له كما علمت في بيان كونهم مناة وهم أولو الوساطة في قوام العلم والفيض والمتعلَّم والمستفيض . الثالث : أنّ العرش هو بنفسه قلب النبي والأئمّة عليه وعليهم السلام ، فهم خزنته كما علمت من الأحاديث السابقة . وهذا العلم الكائن لهم هو العلم الحادث لهم وهو على قسمين : الأوّل : هو العلم بالممكنات المقدورة وهذا على قسمين : قسم غير مكوّن بعد وهو الممكنات قبل أن تكسى حلَّة الوجود في جميع مراتب الوجود ، فهذا القسم لم يكن مشاءه إلا في إمكانها - أي أنّه ممكن الوجود ذاتا - وهذا القسم لا يكون علمهم عليهم السّلام به وإحاطتهم به إلا إحاطة إمكان - أي يمكن الوجود - لأنّه حينئذ مشاء مشية إمكان لا مشية وجود فلا يحيطون به إحاطة وجود فأثر هذا العلم هو الإخبار به . وقسم مقدور مكوّن وهذا يحيطون به إحاطة وجود وعيان لأنّه مشاء بنفسه وهم عليهم السّلام محالّ ذلك العلم . ثمّ إنّ المكوّن في عالم الوجود على قسمين : مشروط ومنجز . أمّا الأوّل : فهم عليهم السّلام يحيطون به لأنّه مشاء هكذا ، أي مع الشرط ، وأمّا علمهم بالشرط فقيل : يكون علمهم بنحو إحاطة الإخبار لا إحاطة العيان ، وبعد وجود الشرط يكون علمهم به بنحو العلم والإحاطة العياني والشهودي . وأمّا الثاني : فهم عليهم السّلام يحيطون به إحاطة وجود وعيان كما تقدّم . ثمّ إنّ ما كان يحيطون به قسمان :