responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 491


ثم قال : يا جابر إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان ، إلا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب .
هذا وقد تقدم حديث مفضل بن عمر رحمه الله عن الصادق عليه السّلام عند ذكر بعض ما خصهم الله تعالى به قال له المفضل : هل بذلك شاهد من كتاب الله تعالى ؟ قال : نعم يا مفضل قوله تعالى : وله من في السماوات والأرض ومَن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون . يُسبحون الليل والنهار لا يفترون 21 : 19 - 20 إلى قوله : ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مُشفقون 21 : 28 ويحك يا مفضل ، أتعلمون أن ما في السماوات هم الملائكة ، ومن في الأرض هم الجن والبشر ، وكلّ ذي حركة ؟ فنحن الذين كنا عنده ، ولا كون قبلنا ، ولا حدوث سماء ، ولا أرض ، ولا ملك ، ولا نبيّ ، ولا رسول ، الحديث .
هذا وسيجئ في بيان قوله عليه السّلام : خلقكم الله أنوارا ، الأحاديث التي دلَّت على أنه تعالى حين خلقهم أنوارا قبل خلق كلّ شيء فحمّلهم علمه ودينه .
أقول : هذه جملة من الأحاديث لها جهات من الكلام ، ولكننا نقلناها لأجل دلالتها على كيفية علمهم وشموله للكلّ .
وحاصله : أن العلم له الجهة المرائية والآلية والانكشاف كما علمت ، فهو بهذه الحيثية مظهر للمعلوم عند العالم ، بحيث يكون العلم مرآة له ، والمعلوم مشهودا ومكشوفا لديه .
فحينئذ لا ينظر إلى العلم بالاستقلال ، بل النظر مقصور في المشهود والمعلوم ، ويعبّر عن هذا بعلم اليقين وهو انكشاف الواقع والمعلوم عنده .
ومن المعلوم أن انكشاف الواقع حقيقة كما هو عليه إنما يكون في صورة عدم حجاب موجب للشك والريب والاشتباه للعالم .
فحينئذ نقول : قد علم من الأحاديث المتقدمة أن الحقائق القرآنية وواقعها في صدور الذين أذهب الله عنهم الرجس ( الشك ) فمن ذهاب الشك عنهم يعلم أنه لا

491

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 491
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست