فالعلم في قوله عليه السّلام : " وخزّان علمه " يراد منه جنس العلم فهو بكلَّه عندهم وهم خزنته ، والحمد لله رب العالمين . الأمر الثاني : في بيان كيفية هذا العلم الثابت لهم عليهم السّلام وبيان أقسامه في الجملة ، وسيأتي تفصيله في شرح قوله عليه السّلام : " وارتضاكم لغيبه " فنقول : في الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهم السّلام . وفيه بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله تعالى : بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم 29 : 49 قال : هم الأئمة عليهم السّلام . وفيه بإسناده عن جماعة سمعوا أبا عبد الله عليه السّلام يقول : إنّي لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنة ، وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون . قال : ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله تعالى ، إن الله تعالى يقول : فيه تبيان كلّ شيء [1] . وفي بصائر الدرجات بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : الرجس هو الشك ، ولا نشك في ربّنا أبدا . وفي غاية المرام للسيد البحراني رحمه الله عن ابن بابويه بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله عز وجل : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا 33 : 33 قال : الرجس هو الشك . وفيه بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال : سألته عن علم العالم ؟ فقال لي : يا جابر إن في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح ، روح القدس ، روح الإيمان ، روح الحياة ، روح القوة وروح الشهوة ، فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى .
[1] هذه ليست آية وإنما الآية هي ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء 16 : 89 ويبدو أنّ ما حصل اشتباه من الراوي . النحل : 89 . .