وجوب العلم ( العمل ظ ) به . . إلى أن قال : وجاء العلم بمعنى المعرفة كما جاءت بمعناه ، لاشتراكهما في كون كلّ منهما مسبوقا بالجهل . . إلى أن قال : وإذا كان العلم بمعنى اليقين تعدى إلى المفعولين ، وإذا كان بمعنى المعرفة تعدى إلى واحد ، انتهى . أقول : إن العلم قد يراد منه المعنى الآلي والمراد به حينئذ ما كان تعرّف المعلوم وتميّزه به ، وحينئذ له إطلاقات ثلاثة : إطلاقه على الملكة كقولهم علم الفقه أي ملكة تعرف بها الفقه . إطلاقه على اعمال تلك الملكة من التعليم والتعلم بالمدارسة والمباحثة . إطلاقه على نفس المسائل العلمية المثبتة في كتب الفقه ، فيقال : كتب علم الفقه مثلا ، فحينئذ يراد من لفظ العلم نفس المسائل المدوّنة . وهذه الإطلاقات الثلاثة كما ترى هو أمر آلي لا حدثي ، ولا الصور الحاصلة الحاضرة في النفس بحيث لو لم يحضرها كان جاهلا ، بل في هذه الموارد هو عالم بهذا المعنى وإن لم تحضره الصور القائمة بالنفس كما لا يخفى . وقد يراد منه المعنى الاسمي الحدثي الحاصل للإنسان ، والذي هو قائم بالنفس ، بحيث إذا توجه إليه كان وإلا فلا ، وهذا هو المعبّر عنه بالعلم الحصولي الكسبي للناس . فجميع مراتب العلماء في العلوم الرسمية الحاصلة لهم إنما هي حصولي كسبي وهو معلول الدليل والقياسات المنطقية بأقسامها ، وفيه الحق والباطل والخطأ والإصابة . ثم إن العلم قد يطلق عليه تعالى مع ما له من المشتقات كعلم ويعلم وعليم وعالم وعلام ، وقد يطلق ويراد منه العلم الذي أعطاه الله لمحمد وآله صلَّى الله عليه وآله فنقول : أما الأول : ففي الكافي بإسناده عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : لم يزل الله تعالى ربنا ، والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم