قوله عليه السّلام : وخزّان العلم . أقول : خزّان ( كرمّان ) جمع خازن فهم عليهم السّلام بحقيقتهم خزّان علمه وبيانه في ضمن أمور : الأمر الأول : أنّ خازن من خزن المال أي أحرزه والحرز ( بالكسر ) الموضع الحصين ، فمعناه حينئذ أنهم عليهم السّلام هم الموضع الحصين لحرز العلم وتحصنه بهم ، بحيث لا يصدر منهم شيء من العلم إلا بإذنه تعالى ، بل لهم من العلم ما يختص بهم كما علمته من حديث أبي الصامت في صعوبة علمهم حيث قال : قلت : فمن يحتمله ؟ قال : نحن ، فهم الحفظة لعلمه تعالى بما جعلهم الله حصنا وحرزا وخزينة لعلمه ، فحينئذ تكون الإضافة إلى العلم من باب إضافة الظرف إلى المظروف كخزينة الماء مثلا . فهم خزائن علمه أي ولاة خزائن علم الله تعالى . وسيأتي في معنى علمهم بما يوضح أنهم مظهر عين علم الله تعالى ، وأيضا معناه أنهم مفاتيح تلك الخزائن كما ورد في تفسير قوله تعالى : وعنده مفاتح الغيب 6 : 59 ، الآية . ففي الكافي بإسناده عن أبي ربيع الشامي قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله عز وجل : وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 6 : 59 فقال : الورقة السقط ، والحبّة الولد ، وظلمات الأرض الأرحام ، والرطب ما يحيى من الناس ، واليابس ما يقبض ، وكلّ ذلك في إمام مبين ، الحديث . وعن تفسير العياشي عن الحسين بن خلف قال : سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قول الله : وما تسقط من ورقة 6 : 59 ، إلى أن قال : قلت : في كتاب مبين ؟ قال : في إمام مبين . وعن احتجاج الطبرسي عن أبي عبد الله عليه السّلام في حديث طويل وفيه : قال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السّلام : قل كفى با لله شهيدا بيني وبينكم ومَن عنده علم