وإلى جميع ذلك أشير ما في الزيارة المطلقة للحسين عليه السّلام كما في كامل الزيارات من قوله عليه السّلام : " إرادة الرب في مقادير أموره ، تهبط إليكم ، وتصدر من بيوتكم ، والصادر عما فصل به من أحكام العباد " الزيارة فإنها ظاهرة في ثبوت هذا الشأن لهم ، وأن المقادير في الخلق تصدر من بيوتهم عليهم السّلام باستخدام الملائكة لذلك . وسيأتي توضيحه في طيّ الشرح إن شاء الله تعالى ، والله العالم . النور السادس : هو كونهم روّادا ، فنقول : في المجمع : والروّاد جمع رائد ، مثل زائر وزوار ، وأصل الرائد الذي يتقدّم القوم يبصر لهم الكلاء ومساقط الغيث إلى أن قال : ومنه " الحمى رائد الموت " لشدتها على التشبيه ، أي رسوله الذي يتقدم . فحينئذ كونهم عليهم السّلام روّادا أي لهم مقام التقدم في جميع الأمور في تدبير الخلق ، يقودون الخلق بوضع أسباب التيسير لهم ، وتقديرها بأمر الله حتى يصل كلّ واحد من الخلق إلى مقر أعماله من سعادة وشقاوة ، فيقدمون السعيد بما له عندهم من الخيرات حتى يضعوه في مقام سعادته ، ويسوقون الشقي بما له مما كسبت يداه حتى يضعوه في دار أعماله ومقام شقاوته . وهذا المقام لهم عليهم السّلام شأن من شؤون ولايتهم التكوينية ، التي تقدم توضيحها . وسيجئ في طي الشروح الآتية توضيحه إن شاء الله . إذا علمت ما ذكرنا من بيان الأنوار الستة ، وأنها من شؤون الرحمة الثابتة لهم والكائنة فيهم بإذن الله تعالى ، وهذه صفات الرحمن الظاهرة فيهم فهم عليهم السّلام مظاهرها ، والله تعالى ظهر بهذه الرحمة ، واستوى على العرش بها حيث أظهرها فيهم ، وظهورها فيهم عليهم السّلام إنما هي بتلك الأمور والأنوار الستة وما شابهها والله الموفق للصواب ، والحمد لله رب العالمين .