أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، بطحاؤهما مسك أذفر ، حصباؤهما الدّر والياقوت ، شرط مشروط من ربّي ، لا يردهما إلا الصحيحة نيّاتهم ، النقيّة قلوبهم ، الذين يعطون ما عليهم في يسر ، ولا يأخذون ما لهم في عسر ، المسلمون للوصي من بعدي ، يذود من ليس من شيعته كما يذود الرجل الجمل الأجرب عن إبله . فهم عليهم السّلام الذائدون أعداءهم عن الحوض يوم القيامة ، كما دلّ عليه ما تقدم وكثير من أخبار الحوض كما لا يخفى . النور الخامس : كونهم عليهم السّلام حفظة . حفظة جمع حافظ أي أنهم الحافظون لأعمال العباد ولأحوالهم : أما الأول : فيدل عليه أخبار عرض الأعمال عليهم ، وأحاديث أنهم الشهداء على الخلق ، وقد تقدم شطر منها . ومن المعلوم أنهم عليهم السّلام يشهدون على الأعمال يوم القيامة ما كانوا حافظين لها . وإليه الإشارة بقوله تعالى : هذا كتابنا ينطق عليكم بالحقّ إنا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون 45 : 29 [1] وفي النهج : " وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين ، لا ينطق بلسان ، ولا بدّ له من ترجمان ، وإنما ينطق عنه الرجال " فيعلم من هذا الخبر أن الناطق بالقرآن هو الرجال وهم الأئمة عليهم السّلام كما لا يخفى . وفي بصائر الدرجات بإسناده عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : " إن الأعمال تعرض على الله في كلّ خميس ، فإذا كان الهلال أجلَّت ، وإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وعلي عليه السّلام ثم ينسخ في الذكر الحكيم " . فيعلم من هذا أن الأعمال في حيطة الرسول والوصي ( صلى الله عليهما وآلهما ) ثم منهما ينسخ في الذكر الحكيم . والحاصل : أنهم عليهم السّلام الحافظون لحقيقة أعمال العباد ، وهي في حيطتهم للإشهاد عليهم ولهم يوم القيامة .