منهم في ذلك بأن صاروا غير أولي العزم أو غير المرسل أو غير الممتحن جزاء لهم ، فإن المتوقع فيهم منه تعالى لقربهم إليه أن يسلَّموا ، فلما قصروا بهذا المعنى المتقدم صاروا متخلفين كما لا يخفى ، وسيأتي توضيحه إن شاء الله . فظهر أن المراد من الخلاف هو ترك الأولى والامتحان هو بعض الولاية عليهم ، ثم إن أثر هذا الامتحان يظهر للكلّ في القيامة . ففي الحديث ما ملخصه أن في الصراط عقبات كئودة لا يجوزها بسهولة إلا محمد وآله ، وأما ساير الخلق فلهم فيها عثرات مختلفة : فمنها : عثرات عظيمة مهلكة لا تقبل التلافي كما في غير المعصومين المقصرين في الطاعة ، والمرتكبين للكبائر المودّية إلى الشرك . ومنها : عثرات مهلكة قابلة للتلافي كأهل الولاية ، والمبتلين بالمعاصي غير المؤدّية إلى الشرك . ومنها : عثرات أهل العصمة من الأنبياء وهي عثرات في حقّهم خاصة ، وأما في حقّ الناس فلا يلتفت المولى سبحانه إليها إذا صدرت منهم . وهذا بخلاف ما لو صدرت من الأنبياء فإنهم حينئذ يعاقبون عليها ، ويجمع الكلّ في العثرات التقصير في ولايتهم كلّ على حسبه . فظهر أنهم عليهم السّلام المبتلى بهم وهم المبتلون ، وإليه يشير قوله تعالى : وإن كنّا لمبتلين 23 : 30 [1] والله العالم بحقائق الأمور . النور الرابع : كونهم عليهم السّلام أذوادا . أقول : في المجمع : قوله تعالى : ووجد من دونهم امرأتين تذودان 28 : 23 ، أي تطردان ويكفان عنهما ، إلى أن قال : ورجل ذائد أي حامي الحقيقة دفّاع ومنه الذادة الحماة ، انتهى . أقول : سيأتي شرحه إن شاء الله في قوله عليه السّلام : الذادة الحماة ، وأما إجماله فهو