لامتحان الخلق من الأنبياء والملائكة والمؤمنين والناس أجمعين ، بل وجميع الموجودات من النباتات والجمادات والمياه والأشجار وساير أنواع الخلق ، كلّ ذلك بواسطة عرض ولايتهم عليهم السّلام على جميع الخلق بأصنافها ، فجميع الخلق مبتلون بهم ( أي يمتحنون ) بعرض ولايتهم عليهم السّلام عليهم . وسيأتي أن ولايتهم فرضت على الأنبياء فمن قبلها صار من المرسلين ، ومن تأمّل فيها عاقبه الله تعالى حتى رجع إلى الإقرار بها كما ورد ذلك في حقّ أيوب وموسى ويونس عليهم السّلام وفي حقّ الملائكة أيضا كفطرس وغيره . وهنا كلام وحاصله : أنه كيف يمكن امتحان الملائكة أو الأنبياء بهم عليهم السّلام ؟ ثم كيف يمكن تصور الخلاف في حقّ الملائكة والأنبياء بالنسبة إلى قبول الولاية لهم وعدمه ؟ فنقول : إن الامتحان والابتلاء هو الاختبار بالتكليف الشاق بأن يؤمر الشخص بما لا يعرف حقيقته بعقله ، أو ينبه عليه . بل ربما يعرف عدم حقيقته بدركه ، كما قد يعرض ذلك لكثير من المتكلفين المتفلسفين كما لا يخفى . وقد يظهر له من التكليف احتمالا وتوجيها لا ينبغي أن يصغى إليه ، فيلقى ذلك التكليف الشاق الذي هو فوق طاقة دركه امتحانا له ، فربما يقبل ذلك تسليما منه لأمر الله ، وربما يتأمل في ذلك وليس تأمله معصية بل ترك للأولى . إذ الأولى في حقّهم التسليم ، فيحسب هذا الترك معصية كما قيل أو روى : أن حسنات الأبرار سيّئات المقربين " فهذا في نفسه لا يكون معصية ، بل ربما عدّ عند الضعيف الحسنة ، فمع ذلك يعدّ بالنسبة إلى هذا المقرب ، أو الذي كان أولى به القبول معصية وتركا للأولى . فمن هذه الجهة ظهر التفاوت بينهم ، وإليه يشير قوله تعالى : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض 2 : 253 . ففي بصائر الدرجات بإسناده عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إن