responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 475


الممتحنون عند الله حيث امتحنهم .
وكيف كان فمعنى كونهم عليهم السّلام مناة أي هم الكيل أو الميزان ، لتمييز الحق من الباطل ، أو هم الممتحنون أو الممتحن بهم الناس :
أما الأول : فمعناه أن بهم يقدر الأشياء الموجودة كلَّها من حيث الحدود والمقادير كما وكيفا ، ومن حيث الأين والمتى والوضع والرتبة والمكان ، والأذن والكتاب والنسب ، والإضافات في جميع الأمور في الأسباب والمسببات ، فإن جميع ذلك لها قدر تعيّنه بهم عليهم السّلام وهم العالمون بمقداره بما قدّر هم الله .
وإلى الجمع يشير قوله تعالى : وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 6 : 59 [1] .
وفي تفسير نور الثقلين عن احتجاج الطبرسي رحمه الله ، عن أبي عبد الله عليه السّلام في حديث طويل : . . وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السّلام : قل كفى با لله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ، وقال الله عز وجل : ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 6 : 59 وعلم هذا الكتاب عنده فقدر الأمور وميزانها عندهم بل هم الميزان والقدر ، فبهم تقدر الأشياء وتوزن وتحدد .
وسيجئ إن شاء الله توضيحه في طي الشرح .
فلأجل كونهم الميزان والقدر يمتحنون الخلق ، فيستنطقون الطبايع بما انطوت ، والسرائر بما أضمرت ، والحقائق بما أسرت ، وسيجئ ( في قوله عليه السّلام : وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم ) إن أمور الخلق متعلق بهم عليهم السّلام .
وأما كونهم المبتلى ( بالفتح ) فهم الذين امتحنهم الله تعالى ، وأظهر ذلك للخلق ، فهم أول الممتحنين في عالم الذر وفي الدنيا وسيجئ بيانه إن شاء الله .
وأما كونهم عليهم السّلام المبتلى بهم ( أي المبتلى بهم الناس ) أي جعلوا محنة وسببا



[1] الأنعام : 59 . .

475

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست