responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 472


الرضا عليه السّلام : إن الله تبارك وتعالى قد أيّدنا بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وهي مع الأئمة منّا تسددهم وتوفّقهم ، وهي عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل . الخبر .
وقد تقدم أيضا في معنى الروح في قوله تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا 42 : 52 [1] ما يدل على أن الروح هو نور طرف منه إلى الله وطرف في أذن الإمام عليه السّلام ، وتقدم أيضا أنه خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل .
وحاصل الكلام : أن كونهم شهداء على الخلق أن لهم الشهادة ، وهي بواسطة روح القدس ، وهو المراد به بالعقل الأول عند الحكماء ، وفي لسان الشرع بالقلم ، وهو عقل محمد صلَّى الله عليه وآله وعقل الأئمة عليهم السّلام وهو بالأصالة في النبي صلَّى الله عليه وآله وينتقل فيهم عليهم السّلام كصورة الوجه المنتقلة في مرآة من أخرى مقابلة لها كما لا يخفى .
ثم إنه بقي أمران :
الأمر الأول : في معنى كون الروح لم يكن مع من مضى غير محمد صلَّى الله عليه وآله ، ومعنى قوله : " وليس كلما طلب وجد " هذا مع أنه ورد أن روح القدس كان في ساير الأنبياء أيضا .
فنقول : أما قوله : ليس كلما طلب وجد ، فمعناه أنه ليس يحصل لأحد بمجرد التوجه إليه ، بل لا يكون حصوله إلا بمشية من الله وإرادة وقضاء وإذن وأجل وكتاب ، وهذا أمر يشترك فيه جميع الخلق بالنسبة إلى ما لهم وما عليهم إلا أنه هو أمر منحه الله لنا دون أحد من خلقه ، وذلك لأن كلّ أمر صار موجودا بالفعل حتما فإنما هو بحكم الله .
وأما ما ورد من كونه مع ساير الأنبياء ، فإنما المراد منه كونه معهم بوجه من وجوهه لا بتمامه وكماله ، وأما المرتبة الكاملة فتختص بمحمد وآله الأئمة الاثني عشر ( عليه وعليهم السلام ) .



[1] الشورى : 52 . .

472

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست