ولم يذكروا بقية الحديث من ذكره صلَّى الله عليه وآله أبا جهل مع عمر ونزول الآية ، ليعلم أنهما بمعزل عن أن يعزّ الإسلام بهما . وإنما قال صلَّى الله عليه وآله ذلك لما علمه من نزول الآية ، وأنه يظهر للأمة عدم قابلية عمر لأن يعزّ به الإسلام ، فالحديث دال على ذمه بعد ما ذكروه للمدح ، ولكنهم خانوا في الحديث كما لا يخفى . النور الثاني : كونهم عليهم السّلام أشهادا ، فنقول وعليه التوكل : في الكافي بإسناده عن العاجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن قول الله تعالى : وكذلك جعلناكم أمّةً وسطا لتكونوا شهداء على الناس 2 : 143 فقال : نحن الأمّة الوسطى ، ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه ، قلت : قول الله تعالى : ملَّة أبيكم إبراهيم 22 : 78 قال : إيانا عنا خاصة ، هو سمّاكم المسلمين من قبل في الكتب التي مضت وفي هذا القرآن ، ليكون الرسول عليكم شهيدا ، فرسول الله الشهيد علينا مما بلغنا عن الله تعالى ونحن الشهداء على الناس ، فمن صدق صدقناه يوم القيمة ومن كذب كذبناه يوم القيمة . وفي بصائر الدرجات بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام في قول الله تبارك وتعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس 2 : 143 قال : نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيّعوا منه . ومثله غيره من الأحاديث . وفيه بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال : إنّ الله طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا . فظهر من هذه الأحاديث أنهم عليهم السّلام شهداء الله على خلقه يشهدون أعمالهم وأحوالهم وأقوالهم ، وجميع حركاتهم وسكناتهم ، لا يغيب عنهم شيء من ذلك كما يشير إليه قوله تعالى : وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسولُه والمؤمنون 9 : 105 الآية .