وهذا نحو ما قلنا في قوله تعالى : فما بكت عليهم السماء والأرض 44 : 29 [1] كما تقدم من أنه يدل على أن السماوات والأرض بكت على الحسين عليه السّلام فراجع . وفي تفسير نور الثقلين في تفسير هذه الآية المباركة عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : قلت له : جعلت فداك ، قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله : أعزّ الله الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فقال : يا محمد قد والله قال ذلك ( وكان أشدّ عليّ من ضرب العنق ) ثم أقبل عليّ فقال : هل تدري ما أنزل الله يا محمد ؟ قلت : أنت أعلم جعلت فداك ، قال : إن رسول الله صلَّى الله عليه وآله كان في دار الأرقم فقال : اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ، فأنزل الله تعالى ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا 18 : 51 . أقول : نزول الآية الشريفة بعد قوله صلَّى الله عليه وآله ما قال ، يدل على أنه تعالى : لم يكن ليتخذ المضلين عضدا لخلقه ولدينه ، لأنه ما أشهدهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم . فيدل على أنه لا بدّ من أن يكون المتخذ عضدا للدين من أشهده الله خلق السماوات والأرض وخلق نفسه ، والرجلان ليسا كذلك بل هما من المضلين كما هو صريح الآية بلحاظ التطبيق عليهما حين النزول . وحيث علمت أن الأئمة عليهم السّلام هم الذين أشهدهم الله خلق السماوات والأرض . . إلى آخر ما في حديث محمد بن سنان رحمه الله فهم عليهم السّلام من المتخذين عضدا الدين والخلق كما لا يخفى . وقوله : وكان أشد عليّ من ضرب العنق ، من كلام محمد بن مروان ( رضوان الله عليه ، وحشره الله مع محمد وآله ) . أقول : إن بعض العلماء من العامة ذكروا قوله صلَّى الله عليه وآله : الله أعزّ الإسلام بعمر فقط ،