ففي الكافي عن أبي حمزة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام : تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال : لو بقيت بغير إمام لساخت . وفيه بإسناده عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال : قلت له : أتبقى الأرض بغير إمام قال : لا ، قلت : فإنا نروي عن أبي عبد الله عليه السّلام : أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد ، فقال : لا تبقى ، إذا لساخت . وفيه بإسناده عن أبي هراسة ، عن أبي جعفر عليه السّلام قال : لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة ، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله . فظهر أنهم عليهم السّلام أولياء نعم الله والسبب لرحمة العباد ، فهم معدن الرحمة بحيث منه تنشر الرحمة على الخلق والعباد ، فلو لم يكن الحجّة لساخت الأرض بأهلها . ثم إنه بعد ما علمت أن ذواتهم المقدسة مظهر لشعاع أنوار الرحمة الإلهية ، فهذه المظهرية للرحمة الثابتة لهم ، بحيث لهم الولاية في تصرفها في الخلق كيفما شاؤوا بإذنه تعالى . فحقيقة الرحمة فيهم تثبت لهم شئونا لولايتهم الرحمانية ، وتلك الشؤون أشير إليها في دعاء رجب المنقول عن الحجّة ( صلوات الله وسلامه عليه ) من قوله : " أعضاد وأشهاد ومناة وأذواد وحفظة وروّاد " الدعاء . فهي شؤون ستة لا بد من بيانها ، إذ به يتحقق معنى كونهم حقيقة معدن الرحمة ، وتنشرح به حقيقة الرحمة الإلهية الكائنة فيهم عليهم السّلام الصادرة باختيارهم ، لرفع احتياجات الخلق بأجمعه ، فنقول وعليه التوكل : يقع الكلام في ستة أنوار : النور الأول : كونهم أعضادا ، قال الله تعالى : ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلقَ أنفسهم وما كنتُ متخذَ المضلين عضدا 18 : 51 [1] .