responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 463


ظرفيّته ، فأكمل القلوب رحمة قلوب محمد وآله الطاهرين ، فإن قلوبهم مجلى الأتم لشعاع نور الرحمة الإلهية بحيث قال الله تعالى في حقّه : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 21 : 107 .
فجميع الموجودات في الدنيا والآخرة مرحومون بهذه الرحمة ، وكذلك الأئمة عليهم السّلام وسيجئ بيانه أزيد في شرح قوله عليه السّلام : " والرحمة الموصولة " وهم عليهم السّلام بهذه الاعتبار معدن الرحمة أي محل إقامة حقيقة الرحمة بتحقق أشعة نور الرحمة الإلهية فيهم عليهم السّلام فهذا اعتبار للرحمة من حيث هي هي ، وباعتبار آثارها ، وتارة يظهر في الموجودات خصوص آثارها دون حقيقة الرحمة من عطاء وجود ونحوه مما يحتاج إليه المرحوم .
فالأول : كما يرحم الأكابر من الأنبياء والأئمة عليهم السّلام وساير الأولياء كلّ على حسبه ، والضعفاء من المرحومين على اختلافهم .
والثاني : كالأرزاق والألطاف النازلة منه تعالى للمخلوقين بغير واسطة إنسان ذي رحم ، بل يكون مرحوما منه تعالى فيتحقق ما يحتاج إليه بدون راحم من الخلق ، فالرحماء في الخلق إنما تكون رحمتهم منه تعالى .
ثم إن الرحمة تارة تعتبر مطلقة مجردة عن التعلقات والإضافات كما يقال : فلان رحيم القلب في قبال قسيّ القلب ، يعني أنه لو وجد مرحوما لرحمه ، وأخرى مضافة متعلقة بمتعلق خاص .
فالأول : يلاحظ فيه الرحمة بنفسها .
والثاني : يلاحظ بلحاظ انبساطها وشمولها .
وربما تطلق الرحمة على تلك الآثار الخارجية باعتبار ظهور الرحمة بها ، فالثاني رحمة صورية والأول رحمة معنوية .
ثم إن الرحمة المعنوية تقتضي إعطاء الفضل لذوي الحاجة عند سؤالها بلسان

463

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست