responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 464


حالها أو قالها قال تعالى : وآتاكم من كلّ ما سألتموه 14 : 34 [1] .
ثم إن الموجودات مطلقا من المؤمن وغيره ، ومن ذوي العقول وغيرها لما أراد الله تعالى إيجادها فهي بأجمعها بلسان حالها سألت منه تعالى ما به وجودها وقوام أمرها ، فهي بلحاظ الوجود لها قوس نزول وقوس صعود :
فالأول سيره من الحق إلى آخر درجات الخلق المادي مطلقا ، فحينئذ أعطاه الله تعالى جميع ما يحتاج إليه من رزق ، ورفع المكاره ، وإعطاء المنافع ، وإصلاح الشأن ، ففي هذا العطاء والرحمة يستوي المؤمن والكافر ، وهكذا ساير الموجودات ، إلا أن الرحمة تكون بالنسبة إلى المؤمن بعنوان التفضل ، وبالنسبة إلى الكافر بعنوان العدل وإتمام الحجة .
وربما تكون استدراجا أو تذكيرا للنعمة ، ليكون شاكرا لها ، فهذه الرحمة هي الرحمة الواسعة الرحمانية ، التي هي اسم خاص لصفة عامة كما عن الصادق عليه السّلام وهذه الرحمة ليست اكتسابية بل هي ابتدائية منه تعالى لجميع الخلق من الإنسان والحيوان والنبات كما لا يخفى ، وإنما كانت اسما خاصا به تعالى إما لأجل أن وجوده العميم يقتضي لابتداء الوجود أن يعمّهم بالرحمة أجمع ، وليس له مصداق سوى الحق تعالى فلا محالة يكون خاصا مختصا به تعالى .
وإما لأجل أن هذه السمة الشاملة للكافر والمؤمن تكون اسما لم يتسم به غيره تعالى ، لعدم الإمكان الذاتي لغيره تعالى بمثل هذه الرحمة المعبر عنها بقوله عليه السّلام في الدعاء : " ورزقك مبسوط لمن عصاك وحلمك معترض لمن ناواك ، عادتك الإحسان إلى المسيئين ، وسبيلك الإبقاء على المعتدين ، فليس في الخلق من يكون هكذا متصفا بالرحمة إلى من يحاربه ويعصيه ويسوءه ويعتدي عليه إلا ذاته المقدسة .
نعم قد علمت أن أشعة هذه الرحمة الواسعة انبسطت على قلوب محمد وآله



[1] إبراهيم : 34 . .

464

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست