responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 462


خالق حقيقة معنى الرحمة ومالكها التي بها يرحم عباده ، فهو مبدئ لها وجاعلها ، وحقيقة الرحمة قائمة به تعالى قيام صدور - كالكلام بالنسبة إلى الإنسان - لا قيام حلول كما في الخلق ، فإن الإنسان يوصف بصفات بلحاظ حلول تلك الصفات فيه وأنّها تأخذ منه مأخذا ، وتتمكن فيه حلولا كما لا يخفى .
ومنه علم أن إطلاق الرحيم على الخلق ليس كنحو إطلاقه عليه تعالى ، فإنه في الخلق باعتبار كونه محلا للرحم ومظهر له .
بيانه أن المستفاد من قوله : فقسّمها بين خلقه فبها يتعاطفون . . إلخ ، أن الرحمة بما لها من المعنى المتقدم منحصرة في حقّه تعالى هو فاعلها على الإطلاق ، وهو مالكها وخالقها .
وأما الخلق فقد قسم منها لهم كلّ على حسبه فهو - أي الخلق - مظاهر لتلك الرحمة ، كلّ على حسبه ، وهي مستعارة عندهم ، وإلا فبالحقيقة لا راحم إلا هو كما ورد هذا المضمون في دعاء الجوشن وأن الرحمة المطلقة بما لها من المصاديق له تعالى لا لغيره ، بل الغير مظاهر رحمته ، وهذا هو التوحيد بالنسبة إلى هذه الصفة ( أي الرحمة ) . وإليه يشير قوله عليه السّلام في الصحيفة : " فلعلّ بعضهم برحمتك يرحمني " أي يرحمني برحمتك الظاهرة فيه منك ، لا من عنده ولا من عند غيره .
ولعلَّه إليه يشير قوله تعالى : كتب على نفسه الرحمة 6 : 12 أي جعلها لنفسه في مقام التكوين لا الوعد بها ، وأيضا يشير قوله : ورحمتي وسعت كلّ شيء 7 : 156 وقوله عليه السّلام : سبقت رحمته غضبه ، وقوله تعالى : ربكم ذو رحمة واسعة 6 : 147 وقوله عليه السّلام : " وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء " ونحوها مما دلَّت على إضافة الرحمة مطلقا إليه تعالى بحيث يفيد الحصر له تعالى .
ثم إن حقيقة الرحمة - التي هي صفة مخلوقة له تعالى ، واسم من أسمائه - قد تنشعب منها شعبة في قلوب أوليائه من النبيين والأئمة عليهم السّلام فأصلها قائم به تعالى ، وأشعتها منشعبة في قلوب أوليائه ، فترى قلوبهم مملؤة من الرحمة كلّ على قدر

462

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست