تعالى . فصل : في بيان مراتب النبوّة في الجملة . إنّ المبعوث إلى الخلق قد يكون من غير تشريع وكتاب من الله تعالى ، وتارة بتشريع وكتاب منه سبحانه ، فلا محالة انقسم النبي إلى المرسل وغيره ، فالمرسلون أعلى مرتبة من غيرهم لجمعهم بين المراتب الثلاث : الولاية والنبوة والرسالة ، ثم مرتبة الأنبياء لجمعهم بين المرتبتين الولاية والنبوة وستجيء الأحاديث في هذا الباب في محلَّه . ثم إنه قد علمت فيما سبق أنّ للنبوة والولاية مراتب ، وأعلاها للنبي المعظم صلَّى الله عليه وآله والأئمة عليهم السّلام ، ثم اعلم أنّ المرسلين وإن كانوا أعلى من النبيين غير المرسلين ، إلا أنّ مقام الولاية الكائنة فيهم كلّ بحسب درجاته أعلى من مرتبة نبوّتهم ، ونبوتهم أعلى من مرتبة رسالتهم ، لأنّ ولايتهم جهة حقيّتهم وفنائهم فيه تعالى ، ونبوتهم جهة ملكيّتهم ، إذ بها تحصل لهم المناسبة بعالم الملائكة فيأخذون الوحي منهم ، ورسالتهم جهة بشريّتهم المناسب للعالم الإنساني ، فمقام النبوة برزخ بين الولاية والرسالة ، يعني أنها فوق الولاية ودون الرسالة . وسيجئ مزيد توضيح لهذا في طيّ الشرح إن شاء الله تعالى . فصل : في تحقيق المراد من الاسم . أقول : قد تكرر ذكر الاسم في الآيات والأحاديث وكلمات القوم فلا بدّ من توضيح المراد منه فنقول : قال بعض الأعاظم [1] ما حاصله : إن الاسم في عرف المحققين عبارة عن الذات المأخوذة مع بعض الشؤون والاعتبارات والحيثيّات ، فإن للحق سبحانه وتعالى بحسب قوله : كلّ يوم هو في شأن 55 : 29 [2] شئونا ذاتيّة ومراتب غيبيّة ، يحصل له بحسب كلّ منها اسم أو صفة حقيقة أو إضافيّة أو سلبيّة ،
[1] في تفسير آية الكرسي لملا صدرا ص 42 . . [2] الرحمن : 29 . .