ونقدّسه ونهلَّله ونمجّده ، وما من ملك مقرّب ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء ، فخلق ما شاء ، كيف شاء من الملائكة وغيرهم ، ثم أنهى علم ذلك إلينا . ومنها : ما عن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إن الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان ، وخلق نور الأنوار الذي نوّرت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الذي نوّرت منه الأنوار ، وهو النور الذي خلق منه محمّدا وعليّا ، فلم يزالا نورين أوّلين إذ لا شيء كوّن قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب الطاهرة ، حتّى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب عليهما السّلام . ومنها : ما عن جابر بن يزيد قال : قال لي أبو جعفر عليه السّلام : يا جابر إنّ الله أول ما خلق خلق محمّدا وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله ، قلت : وما الأشباح ؟ قال عليه السّلام : ظلّ النور أبدان نوريّة بلا أرواح ، وكان مؤيّدا بروح واحدة ، وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء ، علماء ، بررة أصفياء ، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ، ويصلَّون الصلوات ويحجّون ويصومون . أقول : وسيجئ ما في الزيارة الجامعة من قوله عليه السّلام : وإنّ أرواحكم ونوركم واحدة ، طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين ، حتّى منّ علينا بكم فجعلكم . . وسيجئ شرحها ، وفيه شرح هذه الأحاديث فانتظر . ثم إنّه لو تأمّل أحد فيما ذكرناه من أول هذه الفصول إلى هنا ، وتدبّر في تلك الروايات ومثلها ، وفي تلك الجمل الواردة في الزيارة ، للزيارة لوجدها منطبقة على حقائقهم وأنوارهم عليهم السّلام ، وسيجئ الكلام في التطبيق في طيّ الشرح إن شاء الله