يستلزمه استقلال الذات بالعلم أي بآثار العلم . وإلى هذا يشير ما في الدعاء من قوله عليه السّلام : " يا من يكفي من كلّ شيء ، ولا يكفي منه شيء " أي إن ذاته المقدسة كافية لكل شيء بالذات . والثاني : اعتبار الصفة بما أنها صفة ممتازة عن غيرها من ساير الصفات كالقدرة والوجود وغيرها ، ففي هذا المقام تمتاز الصفات عن غيرها فهو عالم تتميز فيه الصفات بعضها عن بعض ، فهي ملحوظة خارجة عن الذات فيعبّر عنها حينئذ ببيان حقائقها . والثالث : اعتبار ثبوت هذه الصفات الموضحة للذات المقدسة ، فحينئذ يطلق عليها تقدست آلاؤه بلحاظ نفي أضدادها ، حفظا لمقام الوحدة الذاتية . والرابع : اعتبار تحققها في عالم الموجودات وبلحاظ ظهورها في الموجودات ، ووقوع معانيها على مظاهرها ومصاديقها الخارجية . والخامس : اعتبار تلك الصفات في المصاديق الجزئية كالمرحوم والمعلوم والمقدور وأمثالها فهي مقام تشخّص كلّ نوع في جزئياتها . فحينئذ نقول : هو الله الرحمن الرحيم ، فالطلاق الرحمن والرحيم عليه يمكن بكلّ من هذه الاعتبارات ، سوى الأخير وتوضيحه في محلَّه . فحينئذ نقول : قد علمت سابقا أن الذوات المقدسة أعني محمدا وآله الطاهرين مظاهر لأسمائه الحسني ، فحقيقة الرحمة في مشتقاتها تجري في الخلق بواسطتهم . فالرحمة مثلا بالاعتبار الأول مختصة به تعالى ، وبالاعتبار الخامس تكون في خصوص المصاديق الخارجية ، وأما بساير الاعتبارات الثلاثة المتوسطة فهي قائمة بهم عليهم السّلام أما الاعتبار الثاني ( أي الأول من هذه الثلاثة ) فهم عليهم السّلام مظهر تلك الرحمة بما هي صفة له تعالى وهم محلَّها قال تعالى : وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 21 : 107 . وأما الاعتبار الثالث فهم عليهم السّلام رحمته تعالى قائمة بذاته المقدسة ، حيث إنهم عليهم السّلام أسماؤه الحسني والوسيلة إليه تعالى ، فمعنى أنهم أسماؤه أي صفاته كما تقدم مفصلا .