responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 453


الملك ، فحيث إن هذا من أعظم مظاهر الحقّ المتضمن لمعنى النبوة الذي يختص به صلَّى الله عليه وآله كما تقدم ، فحينئذ هذا النحو من النزول الذي هو شأن النبوة لا تصلح إلا للنبي صلَّى الله عليه وآله .
وإلى هذا النحو من النزول يشير جبرئيل عليه السّلام بقوله : " هذا آخر نزولي إلى الدنيا " أي هذا آخر نزولي بعنوان الإيحاء منه تعالى إلى النبي من حيث ظهور جهة النبوة له صلَّى الله عليه وآله .
وأما من غير هذه الجهة فلا ريب في أن جبرئيل حيث إنه حامل العرش والعلم فله شؤون من الأمر ، فله نزول كثير في عالم الخلق خصوصا على الإمام ، هذا وقد ورد في الحديث أنه قال صلَّى الله عليه وآله : إن جبرئيل ينزل بعد النبي عشر مرات ، في كلّ مرتبة يرفع أمرا من الخلق كالرحم والأمانة مثلا ، فيعلم منه أن لجبرئيل أنحاء من النزول فالمنفي بقوله : هذا آخر نزولي إلى الدنيا هو القسم الذي ذكرناه من النزول بالوحي التأسيسي المتضمن لظهور معنى النبوة كما لا يخفى .
فعلم أن قوله هذا لا ينافي نزوله ونزول ساير الملائكة عليهم عليهم السّلام بل المستفاد من الأحاديث أن الإمام ( أعني أمير المؤمنين ) كان في زمن النبي صلَّى الله عليه وآله أيضا يسمع كلام الوحي من جبرئيل حين ينزل عليه صلَّى الله عليه وآله وإن كان لا يرى الشخص كما دلّ كلام الوحي من جبرئيل حين ينزل عليه صلَّى الله عليه وآله وإن كان لا يرى الشخص كما دل على هذا قوله صلَّى الله عليه وآله لعلي عليه السّلام : إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، وقوله صلَّى الله عليه وآله : وترى ما أرى ، أي ترى بواسطتي ما أرى بالواسطة .
والحاصل : أن نزول الوحي الحقيقي الذي هو حقيقة النبوة مختص به صلَّى الله عليه وآله سواء كان بلا واسطة أحد كما علمت سابقا وستجيء الإشارة إليه ، أو بواسطة جبرئيل .
وأما سائر أنحاء نزول الملك فيعمهم عليهم السّلام فلا منافاة بين الأمرين .
ويمكن أن يكون معنى قوله صلَّى الله عليه وآله ( وترى ما أرى ) أي أنت يا علي ترى جبرئيل ، وكيفية نزوله بالوحي عليّ لا عليك فيرى علي عليه السّلام جبرئيل وأنه كيف جاء بالوحي

453

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست