وفيه عن أبي جعفر عليه السّلام قال : يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنّا أنزلناه تفلحوا ، فوالله إنها لحجة الله تعالى على الخلق بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم ، وإنها لغاية ما علمنا . يا معشر الشيعة خاصموا ب حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنّا منذرين ، 44 : 1 - 3 فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله الحديث . ثم إنه بقي هنا أمران : الأول : أنه بعد ما كان النبي والأئمة عليهم السّلام أفضل من الملائكة أجمع ، وأنهم عليهم السّلام معلموهم كما تقدم ، فحينئذ ما معنى تحديثهم عليهم السّلام أو إرسال الوحي إليه صلَّى الله عليه وآله فهل هو إلا من باب تعليم المتعلم لمعلمه وهو كما ترى ؟ والثاني : أنه ورد أن جبرئيل عليه السّلام قال للنبي صلَّى الله عليه وآله عند موته : " هذا آخر نزولي إلى الدنيا " الحديث . وحينئذ فكيف التوفيق بينه وبين نزوله ونزول سائر الملائكة عليهم عليه السّلام ؟ كما تقدم مفصلا فنقول : أما الأول : فحاصل الإشكال هو أنه لا ريب في أن المراد من المهبط هو المحل ، الذي ينزل فيه شيء من المكان الذي هو أعلى منه كما هو المتبادر ، هذا مع أنه لا ريب في أنهم عليهم السّلام أعلى وأشرف من هذا الهابط وما هبط به ، فلو كان علمه صلَّى الله عليه وآله وعلمهم عليهم السّلام من الملائكة الهابطين بالوحي بالمعنى المتقدم إليهم عليهم السّلام فيلزم أن تكون الملائكة أعلم منهم وأشرف ، مع أن الأمر بالعكس كما دلَّت به الأحاديث الكثيرة المتقدمة ، ثم هل هذا إلا من باب تعليم المتعلم لمعلمه وهو كما ترى من الوهن ؟ ولكن يدفعه ما حاصله : أنه قد علمت من الأحاديث السابقة في معنى الولاية المطلقة الكائنة لهم . ومن الأحاديث الدالة على أنهم حقائق الأسماء الحسني لله تعالى ، وأن نورهم أول ما خلق الله ، وأن جميع الموجودات مخلوقون من شعاع