responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 442


الصبي ، أو لكثرة المعاصي الموجبة لعروض الخبث عليه من أجل كثرة الشهوات ، أو لإعراض القلب عن تلقي تلك المعارف من مواردها لأجل صرف همّه لتهيئة أسباب المعيشة المادية ، أو لأجل الغور في الأعمال البدنية من دون تأمل في الحضرة الربوبية والحقائق الإلهية ، فلا محالة لا ينكشف له إلا ما هو متفكر فيه ، وهذا كأغلب الزهاد المتوغلين في ظاهر الشريعة دون المقصود منها كما لا يخفى ، أو لوجود الحجاب فيما بينه وبين تلقي تلك المعارف وذلك الحجاب مثل الاعتقادات الحاصلة في الصباء عن تقليد ، أو الحاصلة للأكابر بواسطة العلوم المادية أو الفلسفية من دون تطبيق لها مع الشرع فهذه الحجب المتلفقة تمنعه أن تنكشف في قلبه الحقائق .
ثم إن المعارف الملقاة في القلب المستعد إن كانت مع الاطلاع على السبب الموجب لها فيسمى وحيا إلهيا ويختص به الأنبياء والرسل ، حيث إن تلقي المعارف إنما يكون لهم من سبب معلوم ، وهو تلقيها عنه تعالى بلا واسطة كما كان لنبينا صلَّى الله عليه وآله كما سيجيء أو بسبب الملك كجبرئيل عليه السّلام .
وأما غير هذه الصورة فالعلوم إما ضرورية تحصل بمجرد النظر إلى مواردها وأما غير ضرورية . فهذه تارة تحصل بالاكتساب بطريق الاستدلال والتعلم فيسمى اعتبارا واستبصارا ويختص به العلماء والحكماء بأقسامها . وتارة تحصل بهجومه على القلب كأنه ألقى فيه من حيث لا يدري ، قال عليه السّلام : هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين ، الخبر ، فهذا يسمى إلهاما . ومنه الحديث من قوله عليه السّلام : " المؤمن ملهم ، " وقول أمير المؤمنين عليه السّلام : " وما برح لله جلت آلاؤه في البرهة بعد البرهة ، وفي أزمان الفترات رجال ناجاهم في فكرهم ، وكلمهم في ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة في الأسماع والأبصار والأفئدة " ويسمى نفثا في الروع إن كان نكتا في القلب ، ويسمى حديث الملك إن كان نقرأ في السمع ويختص بهما الأولياء ، قيل : ومعارف الأئمة عليهم السّلام من هذا القسم ، ولكن

442

نام کتاب : الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة نویسنده : الشيخ جواد بن عباس الكربلائي    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست