محمد عليه السّلام إلى أن قال : قال أبو علي : وسمعت هذه الجارية تذكر أنه لما ولد السيد رأت له نورا ساطعا قد ظهر منه وبلغ أفق السماء ، ورأت طيورا بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده ثم تطير ، فأخبرنا أبا محمد عليه السّلام بذلك فضحك ثم قال : تلك ملائكة السماء نزلت لتبرك به وهي أنصاره إذا خرج ، الحديث . أقوله ومثله أيضا مذكور في أبواب مواليد الأئمة عليهم السّلام فيظهر منه أن الملائكة تتصور بصور الطيور . وحينئذ فمن الممكن بل الواقع أن الملائكة يكون مجيئهم عندهم عليهم السّلام على أقسام : فمنها أنهم يجيئون عندهم بصورة الطيور ، فحينئذ يلتقطون من زغبهم الملقاة على الأرض منهم لأولادهم عليهم السّلام والحمد لله رب العالمين . قوله عليه السّلام : ومهبط الوحي . أقول : المهبط اسم مكان للهبوط بمعنى المحل . وأما معنى الوحي لغة وما يراد منه بلسان الشرع ففي مجمع البيان : العرج الوحي بتشديد الياء السريع ومثله موت وحي مثل سريع لفظا ومعنى وقال : والوحاء والوحا ( بالمد والقصر ) السرعة وقوله : استوحيته أي استصرخته . وعن القاموس : الوحي الإشارة والكتابة والمكتوب والرسالة والإلهام والكلام الخفي ، وكلما ألقيته إلى غيرك ، انتهى . قال الطريحي رحمه الله : والوحي مصدر وحى إليه يحي من باب وعد ، وأوحى له ( بالألف ) مثله ، وجمعه وحي ، والأصل فعول مثل فلوس ثم غلب استعمال الوحي فيما يلقى إلى الأنبياء من عند الله . أقول : قوله : والأصل فعلول أي أن وحي أصله وحوي ، ثم قلبت الواو ياء ثم