الكائن لهم بعده ( صلى الله عليهم أجمعين ) فهم الحفظة للعلوم والإلهامات الإلهية كما كان جدهم عليهم السّلام كذلك فيحفظون المعارف والعلوم لهداية الخلق . هذا وقد اشتهر في الأحاديث مجيء الملائكة وجبرئيل عندهم بصورة الإنسان ، كما علمت من مجيئه عند أبي جعفر في حديث أبي خديجة ، ومجيئه بصورة دحية الكلبي عند النبي صلَّى الله عليه وآله كما روته الخاصة والعامة . وفي المحكي عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : كان جبرئيل إذا أتى النبي صلَّى الله عليه وآله قعد بين يديه قعدة العبيد ، وكان لا يدخل حتى يستأذنه . وروى الكليني في الصحيح عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين فاحتبست في الدار ساعة ، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده فيما وراء الستر فناوله من كان في البيت . فقلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أي شيء هو ؟ فقال : فضلة من زغب الملائكة أي صغار ريشهم نجمعه إذا دخلونا نجمعه سبحا لأولادنا ، فقلت : جعلت فداك وإنهم ليأتونكم ؟ فقال : يا أبا حمزة إنهم ليزاحمونا على تكاتنا . أقول : هنا كلام وإنكار وحاصله : أنه كيف يكون للملائكة ريشا بحيث يلتقطون منه لأولادهم وما هم إلا جسما روحانيا من عالم الملكوت ؟ قلت : نعم ولكنه لشدة تمركز قوى الفعالة فيهم فهم يتشكلون بأشكال مختلفة قيل : سوى الكلب والخنزير ، وذلك لأنهم روحانيون فلا تناسب بينهم وبين الكلب والخنزير المجردين عن الروحانية دون ساير الحيوانات . وكيف كان فقد اشتهر تشكلهم بصورة الآدمي كما علمته من حديث مجيء جبرئيل بصورة دحية الكلبي وغيره . ومما يدل على أنهم يتصورون بصور الطيور ما رواه في البحار عن كتاب إكمال الدين . . عن محمد العطار عن أبي علي الخيزراني عن جارية له كان أهداها لأبي