لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم عليه السّلام كلهم أجمعون ؟ الحديث . فعلم من هذا الحديث أن النبي والأئمة عليهم السّلام أفضل من جميع الملائكة ، فحينئذ تكون الملائكة حاملين للوحي والإلهامات من المبدإ إنما هو من أنوار حقائق آل محمد صلَّى الله عليه وآله فهم المعلمون للخلق أجمع ، وذلك لأنهم عليهم السّلام أبواب الفيض ومنبع الخير . فهم أبوابه في جميع ذرّات الوجود في الصدور والورود ، وسيجئ بيانه أوضح من هذا عن قريب . أقول : وسيأتي ما يدل على هذا في الشرح أيضا . وفي المحكي عن العلل بإسناده إلى أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : مرّ بأبي رجل وهو يطوف ، فضرب بيده على منكبه ثم قال : أسألك عن خصال ثلاث ، لا يعرفهن غيرك وغير رجل آخر ، فسكت عنه حتى فرغ من طوافه ، ثم دخل الحجر فصلى ركعتين وأنا معه ، فلما فرغ نادى : أين هذا السائل ؟ فجاء وجلس بين يديه فقال له : سل ، فسأله عن مسائل ، فلما أجيب قال : صدقت ومضى ، فقال أبي عليه السّلام : هذا جبرئيل آتاكم يعلمكم معالم دينكم . أقول : أي يعلمكم ذلك بسؤاله منه عليه السّلام ، ليبين بذلك المعالم لغيره أو يعلمكم أنه لا بد لكم أن تسألوا منه عليه السّلام كما سأل . والحاصل : أن الملائكة تنزل إليهم عليهم السّلام في جميع الأمور . ففي الكافي بإسناده عن علي بن حمزة عن أبي الحسن عليه السّلام قال : سمعته يقول ما من ملك يهبطه الله في أمر ما إلا بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وإن مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر عليه السّلام . وفي الصحيفة في الصلاة على الملائكة قال عليه السّلام : ورسلك من الملائكة إلى أهل الأرض بمكروه ما ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء ، الدعاء . فعلم أنه كما أن جدّهم ( صلوات الله عليه وآله ) كانت الملائكة تختلف إليه فهو مختلف الملائكة فهم عليهم السّلام كذلك مختلف الملائكة ، وأن ذلك المحل الكائن لجدهم هو