فوقها ، ثم لأخبرتكم بشيء من ذلك ، لا بتكلَّف ولا برأي ولا بادعاء في علم إلا من علم الله وتعليمه ، والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الإنجيل ، ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان إلا فرقت بين كلّ أهل كتاب بحكم ما في كتابهم . قال : قلت لأبي عبد الله عليه السّلام أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر ، هل تمضي تلك السنة وبقي منه شيء لم تتكلموا به ؟ قال : لا ، والذي نفسي بيده لو أنه فيما علمنا في تلك الليلة أن أنصتوا لأعدائكم لنصتنا فالنصت أشد من الكلام . وهناك أحاديث كثيرة في تفسير قوله تعالى : تنزّل الملائكة والروح 97 : 4 الآية ، دلَّت على نزول الملائكة والروح عليهم في تلك الليلة ، فراجع . ومنها : نزول الملائكة لزيارة قبورهم . ففي كامل الزيارات بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : إن الله وكَّل بقبر الحسين عليه السّلام أربعة آلاف ملك شعث غبر ، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس ، فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ، وصعد أربعة آلاف ملك ، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر ، الحديث ، ومثله فيه كثير [1] . وفيه أيضا بإسناده عن داود الرقي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول : ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة ، وإنه ينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك ، يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم ، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي صلَّى الله عليه وآله فيسلَّمون عليه ، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السّلام فيسلَّمون عليه ، ثم يأتون قبر الحسين عليه السّلام فيسلَّمون عليه ، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس . ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك ، فذكر أنهم يعملون كملائكة الليل ، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس . ومنها أن الملائكة تنزل عليهم وتحدثهم بالعلوم . ففي بصائر الدرجات بإسناده عن زرارة قال : أرسل أبو جعفر عليه السّلام إلى زرارة :