كتاب الله تعالى إن الله تعالى يقول : فيه تبيان كلّ شيء . وروي عن الحسن بن سليمان الحلبي عن كتاب تأويل ما نزل من القرآن ، وأبي عبد الله محمد بن العباس بن مروان بسنده إلى عمران بن ميثم بن عباية حدثه : أنه كان عند أمير المؤمنين عليه السّلام خامس خمسة هو أصغرهم يومئذ نسمع أمير المؤمنين عليه السّلام يقول : حدثني أخي : أنه ختم ألف نبي ، وأني ختمت ألف وصي ، وأني كلفت ما لم يكلفوا ، وأني لأعلم ألف كلمة ما يعلمها غيري وغير محمد صلَّى الله عليه وآله ما منها كلمة إلا مفتاح ألف باب بعد ما تعلمون منها كلمة واحدة غير أنكم تقرأون منها آية واحدة في القرآن : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون 27 : 82 وما تدرون بها . قال علي عليه السّلام : " وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله ، أخلاني وأقام عني نساءه فلا يبقى عندي غيره ، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي ، لم يقم عني فاطمة ( سلام الله عليها ) ولا أحدا من بني ، وكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكت عنه وفنت مسائلي ابتدأني . فما نزلت على رسول الله صلَّى الله عليه وآله آية من القرآن إلا أقرأنيها ، وأملاها عليّ فكتبتها بخطي ، وعلَّمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ، وخاصّها وعامها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله تعالى ، ولا علما أملاه عليّ وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا . وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ، ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلا علمنيه ، وحفظته فلم أنس حرفا واحدا ، ثم وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا " . الحديث . وهكذا غيرها من الأحاديث الدالة على أن العلم المنزل بأجمعه عندهم ، وسيأتي في طي الشرح إن شاء الله ما يوضح هذا ، والحمد لله ربّ العالمين .