وهذا المقام أي كونهم أبوابا من شؤون ولايتهم التكوينية والتشريعية كما لا يخفى ، وهي مقام السفارة الإلهية والترجمان الإلهي في مقام التشريع ، ومقام الإفاضة من عالم الإطلاق الأسمى إلى عالم الموجودات الخارجي التكويني في مقام التكوين . وإليه يشير قوله عليه السّلام في الزيارة المطلقة للحسين عليه السّلام المذكورة بسند صحيح في كامل الزيارات : " إرادة الرب في مقادير أموره ، تهبط إليكم ، وتصدر من بيوتكم " . فإن قوله : تصدر من بيوتكم إشارة إلى مقام الأبواب كما لا يخفى كما أن قوله : تهبط إليكم ، إشارة إلى مقام المعاني كما تقدم . وبعبارة أخرى : هم باب الله إلى الخلق ، فإن القوابل المهيّئة ، والماهيات الامكانية تكون حياتها في جميع ما لها من ربّها ، وتقبّلها لتلك الفيوضات إنما هي بواسطتهم ، حيث إنهم أبواب تلك ، فهم باب الخلق من الله إليهم ولهم إليه تعالى ، أي فكما أنهم أبواب نزول الرحمة العامة ، إلى القوابل كذلك هم الأبواب لصعود القوابل الكاملة إلى مقام القرب منه تعالى . ولذا أمر الله تعالى الخلق بطاعتهم وامتثال أوامرهم قبل العمل ، فبعد امتثالهم وإطاعتهم لما أمروا قبل الله أعمالهم لهذه الجهة والواسطة ، ومن حيث إنهم توجهوا إليه تعالى بهم فرفع الله أعمالهم . كما سيجيء بيانه أزيد من هذا في شرح قوله عليه السّلام : " من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحّده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم " وإليه أيضا يشير ما ورد في تفسير قوله تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه 35 : 10 من أن المراد بالكلم الطيب والعمل الصالح هو الولاية لهم عليهم السّلام كما سيجيء إن شاء الله بيانه ، وهم الأبواب له تعالى أيضا بواسطة أنهم حفظة شريعة الرب ، وترجمان لمن دونهم لتلك الإمدادات الإلهية الأسمائية الملقاة إليهم عليهم السّلام منه تعالى والحمد لله ربّ العالمين . وأما المقام الرابع أي مقام الإمام والإمامة فنقول وعليه التوكل : إن الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام لهم مقام الإمامة أي التقدم والترفع على كلّ أحد وكلّ موجود ،