الكائنة فيهم ، والنفس الرحماني الثانوي في إيجاد الشرعيات الوجودية .
وهذا هو الدلالات الأولى الإلهية وهو حقيقة ن والقلم وما يسطرون 68 : 1 والماء الذي جعل منه كلّ شيء حيّ والكتاب الأول وحقيقة مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين 6 : 59 وهو أرض الجرز والزيت الذي يكاد يضيء ولو لم تمسسه نار ، وسيأتي إن شاء الله بيان هذه في مطاوي الشرح ، فافهم واغتنم وخذ واعمل .
وأما المقام الثالث أي الأبواب فنقول وعليه التوكل : مقام الأبواب هو المقام المشار إليه أيضا في قوله عليه السّلام : " والباب المبتلى به الناس " وسيأتي شرحه وهو أيضا المشار إليه بقوله عليه السّلام في الحديث المنقول في البصائر : " وباطن الظاهر " حيث إن المراد ( والله العالم ) من الظاهر هو مقام الإمام والإمامة كما سيجيء وباطن هذا هو مقام الأبواب وهو أيضا أي مقام الأبواب سرّ لا يفيد إلا سرّ في غيبه أعني حمولة الرب .
فحقيقة حمولة الرب المشار إليها سرّ لهذا السرّ الذي هو باطن الظاهر ، وهذا السرّ يستفيد من ذلك السر وهو يفيده ويمده .
وحاصله أنه تقدم بيان كونهم الأسماء الحسني له تعالى ، بما لها من المعنى السعي الشامل لجميع الموجودات بنحو تقدم تفصيله .
فالأسماء لها سعة في حدّ نفسها ، وقد وسعت أركان كلّ شيء ، فكلّ شيء من التكوين والتشريع والتكميل للنواقص لا محالة يكون مستمدا من حقائق تلك الأسماء ، ولا بد من جهة تكون واسطة بين حقيقة تلك الأسماء بما لها من السعة وبين تلك الموجودات الخارجية الكائنة في صراط الكمال كلّ على حسبه .
فتلك الجهة هي المعبر عنها بالباب الثابت لهم عليهم السّلام فهم عليهم السّلام من هذه الجهة في حدّ المشترك بين تلك الحقائق الأسمائية وبين الموجودات الخارجية مطلقا .

427